“مبادرة هرمز”.. رســـــالة ســــــلام
في رسالة سلام لجيرانها، سلّمت إيران الدول الخليجية والعراق خطتها الإقليمية “مبادرة هرمز للسلام” للحفاظ على الأمن والتعاون في المنطقة، وتحقيق التقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز الذي تعبره ناقلات نفط تنقل 35 % من الاستهلاك العالمي للنفط.
المبادرة التي كان طرحها الرئيس حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة تهدف أيضاً إلى تأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين مرور إمدادات الطاقة وحرية الملاحة في مياه الخليج. وبحسب المسؤولين الإيرانيين فإن هذه المبادرة مبنية على الالتزام بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم الإخلال بالحدود الدولية، وحل كل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض التهديدات باستعمال القوة أو المشاركة في أي تحالف عسكري ضد أحدها الآخر.
وفي حال تجاوبت دول المنطقة معها، فمن المتوقّع أن تفضي إلى تهدئة التوتر والوصول إلى سلام مستدام وطويل الأمد في المنطقة بأسرها، يقطع الطريق على خلافات طويلة مازالت تعصف بالمنطقة، وليس آخرها تبادل الاتهامات بشأن استهداف ناقلات النفط، وسفن تجارية في الخليج، والمنشآت النفطية السعودية، ومحاولات واشنطن تشكيل “تحالف بحري” لا شرعي بمشاركة الكيان الصهيوني.
وقد توقّع مراقبون أن تكشف حالة التجاوب أو الرفض للمبادرة ادعاءات مشايخ الخليج تجاه ما يسمى “التهديد الإيراني لها” عبر زعمها بوجود “مشروع إيراني”، إضافة إلى أنها قد أتت كرد على اقتراحات أمريكية بوصاية أمنية دولية على الخليج، وهو ما وجدت طهران بأنه يتنافى مع القانون الدولي ومع مبدأ سيادة الدول، ورفضته جملة وتفصيلاً، معتبرة أن الحفاظ على أمن المنطقة مسؤولية جماعية لكل الدول المتواجدة فيها، وليس عبر تدخل أجنبي وجلب قوات أجنبية، خصوصاً وأن المنطقة تقف على حافة الهاوية، وأن أي تصرف خاطئ قد يشعل حرباً غير متوقّعة، وقد عبّرت إيران مراراً بأنها سترد بحزم على أي اعتداء ضد أمنها وسيادتها.
يبقى القول: إن المبادرة رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أن إيران ما تزال موجودة في قلب الأحداث، لكن دول المنطقة لن تتجاوب معها للعديد من الأسباب التي لها علاقة بطبيعة تحالفها مع “السيد الأمريكي” وسلسلة الصراعات في المنطقة وخارجها، لكنها تبقى واحدة من الدلائل اللافتة على حسن نوايا طهران.
صلاح الدين إبراهيم