طهران تبدأ تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو
في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، كخطوة أولى لبدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5 %، أعلنت إيران ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو، وذلك بحضور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد المتحدّث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، أن عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو ستبدأ غداً السبت بعد انتهاء عمليات ضخ الغاز، والتي كانت قد بدأت يوم الأربعاء بعد نقل الغاز من نطنز إلى فوردو، بحضور ممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكّد إيران أن لديها حالياً ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 20 %، لكن إذا نفد مخزونها، فيمكنها إنتاجه وفقاً للاتفاق النووي، كما أن تنشيطها لمفاعل فوردو يعد عملاً مشروعاً، بحسب البنود التي ينص عليها الاتفاق النووي، كما أن الخطوة الجديدة لطهران تمهل الدول الباقية في الاتفاق النووي شهرين إضافيين لتلبية مطالبها، وإلا فإنها لن تتردد أبداً في اتخاذ خطوة خامسة تحمل الكثير من المفاجآت.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحميل طهران كامل المسؤولية عن فشل تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، وأشار إلى أن آلية دعم التبادل التجاري مع إيران لا تزال على الورق فقط، وأن هذه الآلية أوجدها الأوروبيون للتحايل على العقوبات الأميركية غير القانونية المفروضة على إيران، وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تخرق التزاماتها فقط بانتهاك القانون الدولي منذ إعلانها الخروج من الاتفاق النووي، بل منعت أيضاً جميع الدول الأخرى من تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.
وكان الرئيس حسن روحاني أشار إلى مهلة شهرين أمام أوروبا قبل الخطوة الخامسة، من غير تعويل كبير على جديّة أوروبية في الانتقال إلى إجراءات عملية. وبعد الخطوة الإيرانية، يسأل مراقبون عمّا إذا كانت هذه الخطوة تمهّد لخطوة خامسة لاحقة أكثر دلالة على مضي إيران إلى سقوف عالية، لكنها ربما تقرع جرس الإنذار أمام المماطلة الأوروبية.
في الأثناء، أعلن أمين لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني أن بلاده رفعت شكوى ضد المقرر الخاص لحقوق الإنسان حول إيران جاويد رحمان بسبب مواقفه المعادية لإيران وتصرفاته التي تتعارض مع مهمته. وقال لاريجاني، خلال ندوة عقدت في مقر ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف: “إن بلاده ستواصل التعاون مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن التجربة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان كانت قيّمة لدول العالم الأخرى، ومازالت هذه التجربة مستمرة، وأشار إلى أنه يتم كل عام إصدار قرار ضد إيران بلا منطق ودليل، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده ترفض التعامل معها بشكل انتقائي، وتابع: “إن الدولة التي تنظّم انتخابات واحدة كل عام، وتعد دولة ديمقراطية، لا تستحق أن يتم التعامل معها بهذا الشكل”.
بالتوازي، اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الحرب الاقتصادية والنفسية ضد بلاده فشلت وانتهت، وقال، أمام حشد من قوات التعبئة والحرس الثوري في طهران: “إن الحرب الاقتصادية والحرب النفسية استهدفت عزتنا واقتدارنا وشموخنا إلا أنها انتهت، مؤكداً أن أي تهديد لبلاده سيكون مصيره الفشل والهزيمة”.