دمشق وموسكو تدعوان لانسحاب الاحتلال الأمريكي من سورية الجيش يوسّع انتشاره على محور تل تمر- رأس العين.. ومواد سامة من مخلّفات الإرهابيين في أرياف دمشق ودرعا وحماة
في إطار استكمال انتشاره على الحدود السورية التركية، وصلت تعزيزات جديدة للجيش العربي السوري إلى قرية باب الخير بريف الحسكة الشمالي الشرقي، ووسّعت وحدات الجيش انتشارها في قرى أم شعيفة والفيصلية والمناخ والمحمودية، على محور تل تمر – رأس العين، فيما عثرت الجهات المختصة على أسلحة وذخائر، بينها صواريخ تاو أمريكية ومواد سامة من مخلّفات الإرهابيين، في أرياف دمشق ودرعا وحماة، وذلك في إطار مهامها لاستكمال تأمين المناطق المحررة من الإرهاب. يأتي ذلك فيما نفّذ أهالي بلدة الزباري بريف دير الزور الشرقي وقفة جماهيرية تنديداً بالعدوان التركي على الأراضي السورية، وترحيباً بانتصارات الجيش العربي السوري، في وقت جدّدت سورية وروسيا دعوتهما المجتمع الدولي إلى الضغط على الولايات المتحدة لإجبارها على إخراج قواتها المحتلة بالكامل من سورية.
بالتوازي، استقدمت قوات الاحتلال التركي تعزيزات عسكرية إلى قرية السودة بريف رأس العين، فيما استشهد مدني بانفجار لغم أرضي في قرية العريشة.
وفي التفاصيل، وصلت تعزيزات عسكرية إلى قرية باب الخير في ناحية أبو راسين، وقرى أم شعيفة والفيصلية والمناخ والمحمودية على محور تل تمر-رأس العين، وذلك لتدعيم النقاط التي ثبتها الجيش العربي السوري، في إطار مهمته الوطنية للدفاع عن المواطنين وأرض الوطن ضد أي اعتداء.
وفي إطار تكاتف الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، تواصل الشرطة العسكرية الروسية تسيير دورياتها على الحدود مع تركيا من قرية دير غصن بريف الجوادية إلى ناحية تل تمر.
وإلى الشرق من مدينة الحسكة، استشهد مدني في قرية العريشة نتيجة انفجار لغم أرضي زرعه إرهابيو “داعش” قبل اندحارهم من المنطقة.
وفي سياق ممارسات قوات الاحتلال التركي، استهدفت طائرة استطلاع قرية قبور الغراجنة بريف تل تمر، ما أدى لمقتل 4 أشخاص، بالتوازي مع استقدامها تعزيزات عسكرية إلى النقطة العسكرية التي أنشأتها في قرية السودة بريف رأس العين.
إلى ذلك، نظّم أهالي بلدة الزباري بريف ديرالزور الشرقي تجمعاً شعبياً أمام مبنى مجلس البلدة تحية للجيش العربي السوري، وتنديداً بالعدوان التركي على مناطق الجزيرة، والمطالبة بخروج القوات الأمريكية المحتلة من الأراضي السورية، وأكد المشاركون أن النظام التركي يسعى من خلال عدوانه إلى تحقيق أطماعه الاستعمارية، مطالبين بخروج كل القوات الأجنبية المحتلة، سواء التركية أم الأمريكية، ووجّهوا التحية لرجال الجيش، صنّاع النصر وحماة الديار، لأنهم هم الوحيدون القادرون على حماية الشعب السوري والحفاظ على وحدة وسيادة تراب الوطن.
وأشار المتحدّثون إلى أن أردوغان يعد من المجرمين الأساسيين، الذين ساهموا بسفك الدم السوري، وشدّدوا على أن سورية ستبقى موحّدة أبية تحت راية الجيش العربي السوري، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وأضافوا: إن أردوغان لص سارق نهب ثروات سورية، ويريد أن ينهب الأرض ويحتلها، لكننا نقول له: إنه أصغر بكثير من أن يدنّس تراب وطننا الغالي، وإن الإرهابي أردوغان ومن يقودهم من الخونة المتآمرين سيذهبون إلى مزابل التاريخ، ولن يفيدهم سيدهم الأمريكي.
وفي السياق نفسه، أدان وزراء دفاع مصر واليونان وقبرص العدوان الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية، وذكر موقع اليوم السابع أن وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي ونظيريه اليوناني نيكولاوس بانايوتوبولوس والقبرصي سافاس أنجيليدس، أكدوا خلال لقائهم في أثينا أن العدوان التركي “أدى إلى أزمة إنسانية جديدة، وزيادة أخرى لتدفقات الهجرة”، مدينين محاولة النظام التركي تقويض سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية.
بالتوازي، ذكر مصدر في الجهات المختصة أنه من خلال “المتابعة الأمنية الدقيقة، وبالتعاون مع الأهالي، تمّ ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة ومواد سامة تدخل في صناعة الأسلحة الكيميائية من مخلّفات الإرهابيين في أرياف دمشق وحماة ودرعا”، وأشار إلى أن المضبوطات شملت بنادق آلية أمريكية وأنواعاً مختلفة من الصواريخ، منها تاو أمريكي الصنع، وغراد وصواريخ مضادة للدروع والأفراد وقذائف متنوّعة وقنابل يدوية ومناظير وألغام.
في الأثناء، جاء في بيان مشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين: إن سورية وروسيا “تحثان المجتمع الدولي بأسره للضغط على الولايات المتحدة، التي تواصل انتهاك القانون الدولي من خلال وجودها في الأراضي السورية المحتلة بشكل غير قانوني، وإلزامها بسحب قواتها بالكامل من الجمهورية العربية السورية ذات السيادة”، وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة ترفض تقديم ضمانات أمنية لمهمة الأمم المتحدة المشاركة في نقل المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان ما يعيق عملية إزالة المخيم، وإنهاء مأساة آلاف العائلات هناك، وإعادتها إلى مناطقها المحررة من الإرهاب.
وأوضح البيان أن “الدولة السورية، بدعم من الجانب الروسي، تواصل العمل النشط لتقديم المساعدة الشاملة للمواطنين السوريين للعودة إلى وطنهم واستعادة الحياة السلمية والنهوض باقتصاد البلاد، بما يشكّل دليلاً لا جدال فيه على اهتمام الدولة السورية بتهيئة الظروف اللازمة لعودة كريمة وآمنة وطوعية لمواطنيها إلى وطنهم”، وأضاف: “على الرغم من الاستعداد الكامل للجانبين الروسي والسوري لتنفيذ المرحلة الثالثة من الخطة العملياتية للأمم المتحدة، التي نصّت على إجلاء السكان من مخيم الركبان بمجموعات كبيرة، لم يخرج من مخيم الركبان الأعداد المطلوبة بسبب دعم الولايات المتحدة للإرهابيين، الذين عملوا على ابتزاز العائلات الراغبة بمغادرة المخيم وتهديدها بشكل مباشر”.
وجدّدت الهيئتان تأكيدهما أنه “بسبب امتناع الولايات المتحدة عن تقديم ضمانات أمنية في الأراضي المحتلة في منطقة التنف تمّ تعليق تنفيذ خطة الأمم المتحدة، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى توفير الغذاء والضروريات الأساسية للإرهابيين الذين يعملون بإمرتها في المخيم”، وذكرت الهيئتان أنهما “تتابعان باهتمام الموقف في شمال شرق سورية، ومن المهم للغاية الإشارة إلى الحيلولة دون فرار الإرهابيين من أماكن اعتقالهم، وأن الوضع في المنطقة آخذ بالاستقرار، ويجري العمل على استعادة الحياة الطبيعية”.
سياسياً، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الألماني هايكو ماس الوضع في سورية، وأشارت الخارجية الروسية في بيان إلى أن الجانبين بحثا الوضع في شمال شرق سورية، وفي منطقة خفض التصعيد في إدلب، لافتة إلى أن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من الجانب الألماني.
وفي طهران، جدد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده سيادة سورية ووحدة أراضيها وفي حربها على الإرهاب بمختلف أشكاله ومسمياته، ونوّه، خلال لقائه حسين راغب عضو مجلس الشعب نائب رئيس جمعية الصداقة السورية الإيرانية البرلمانية، بالإنجازات التي حققتها سورية في حربها على الإرهاب وداعميه، والتي تسهم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدوره أشار راغب إلى ضرورة تعزيز العلاقات ولا سيما البرلمانية بين البلدين بما يدعم توحيد الرؤى المشتركة حول التحديات وسبل مواجهتها، لافتاً إلى أن تفعيل عمل غرفة التجارة السورية الإيرانية يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الذي يواجهه البلدان، وأعرب عن التقدير لوقوف إيران إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن على بلاده.
وبحث الجانبان سبل تفعيل عمل جمعية الصداقة السورية البرلمانية بما ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين، كما أكدا على رفض أي تدخل خارجي في أعمال لجنة مناقشة الدستور بما يسهم في إنجاح عملها.