مهمة مركبة
جرت انتخابات أندية حلب الثلاثة: (الاتحاد، الحرية، الجلاء) في جولتها الثانية المعادة بمن حضر، وسارت بصورة طبيعية وسلسة، ولم تشهد أية اعتراضات من قبل الأعضاء الذين اختاروا ممثّليهم إلى مجالس الإدارات بكل أريحية وديمقراطية، وبإشراف مباشر من القيادة الرياضية التي حرصت على إنجاح الانتخابات، وحسم كل الجدل واللغط الذي أثير في الجولة الأولى منها.
بطبيعة الحال، وكما يقول المثل الدارج: العبرة في النهايات والنتائج، وهو ما يرتب على الإدارات الجديدة المنتخبة مسؤوليات كبيرة لتخطي الكثير من الصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام نهوض الأندية، والرياضة عموماً، وبالتالي لابد من تحديد الأولويات، وتوجيه بوصلة العمل باتجاهات ومسارات واضحة وشفافة من شأنها خلق بيئة تفاعلية يكون فيها الكل شريكاً ضمن مشروع إعادة تأهيل وبناء هذه الأندية وفق معايير وأسس علمية ممنهجة تسهم في تحقيق الاستقرار الإداري والفني المطلوبين، وهذا العمل يتطلب فكراً جديداً ومنفتحاً للتعاطي مع المتغيرات والمتبدلات التي تحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار المناسب لحسم الكثير من الملفات العالقة، وتحديداً ملف الاستثمارات الذي من المفترض أن يتصدر أولويات إدارات الأندية لاستعادة أموالها الضائعة والمهدورة، ولكن دون أن يتعارض ذلك مع الجانب الفني والرياضي.
لا شك أن مهمة الإدارات المنتخبة صعبة ومركبة، ولكن ليست مستحيلة فيما لو تضافرت الجهود، وتم توظيف الإمكانات والطاقات في مكانها وزمانها الصحيحين، وبنوايا صادقة ومخلصة، وهو الرهان والتحدي الذي يواجه أندية: الاتحاد، والجلاء، والحرية، فهل تنجح في طي صفحة الإخفاقات والفشل، وتعود إلى سكة النجاحات والإنجازات، وكما قلنا آنفاً العبرة في النتائج؟.
معن الغادري