لافروف: واشنطن تواصل دعم “جبهة النصرة” الإرهابية في سورية
طالب أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء دعوته رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض، وذلك على خلفية العدوان التركي على الأراضي السورية، فيما واصلت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها، لليوم الثاني على التوالي، عدوانهم بالأسلحة الثقيلة على قرى القاسمية والرشيدية والريحانية والعزيزية بريف ناحية تل تمر الشمالي الشرقي. وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على حقول النفط في سورية تهدد وحدة أراضيها، أدانت وزارة الخارجية الأرمينية الجريمة التي أقدم خلالها مسلحون على اغتيال راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك في القامشلي الكاهن هوسيب أبراهام بيدويان ووالده أمس الأول. وأوضح لافروف، خلال كلمة في منتدى في باريس، أن واشنطن تواصل دعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية، وعرقلة إعادة الإعمار، بهدف إطالة أمد الأزمة فيها، ودعا المجتمع الدولي إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف الملائمة لذلك.
يأتي ذلك فيما، وفي رسالة وجّهت إلى ترامب بتاريخ الـ 8 من تشرين الثاني الجاري، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليوت إنجل وأعضاء آخرون في الكونغرس وقّعوا عليها عن “قلقهم العميق” إزاء زيارة أردوغان المقررة إلى البيت الأبيض اليوم الأربعاء، وحدّد النواب في الرسالة أسباباً عدة وراء طلبهم إلغاء هذه الزيارة بما في ذلك العدوان التركي على سورية، الذي تسبب بحسب ما جاء في الرسالة “بمقتل مدنيين وتشريد آلاف الأشخاص من منازلهم في شمال سورية وكان له عواقب وخيمة على الأمن القومي الامريكي وأدى إلى انقسامات عميقة في حلف شمال الأطلسي “الناتو” وتسبب في أزمة إنسانية على أرض الواقع”.
وأدى العدوان التركي المتواصل على الأراضي السورية في ريفي الحسكة والرقة إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين وتدمير البنى التحتية من محطات تحويل الطاقة الكهربائية وإلحاق أضرار بالشبكات الكهربائية وتدمير المنازل كما أدى استهداف الأفران والكنائس والجوامع بقصف وحشي لقوات الاحتلال التركي إلى تهجير عشرات الآلاف من المدنيين من مناطقهم.
وفي سياق متصل دعت النائبة ليز تشيني رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي وزارة الخارجية الأمريكية إلى منع دخول أي من الذين زاروا واشنطن مع أردوغان في عام 2017 وشاركوا في الاعتداء على محتجين ضده أمام مقر إقامة سفير النظام التركي ما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص بجروح.
وفي خطاب تمّ إرساله إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أشارت تشيني، بحسب موقع “ذا هيل”، إلى أن اعتداء حراس أردوغان عام 2017 لم يكن المثال الأول على هذا العنف، لافتة إلى أن “البلطجية” التابعين لرئيس النظام التركي استخدموا الأساليب السلطوية ضد الأمريكيين خلال زياراته السابقة إلى الولايات المتحدة.
وفي براتيسلافا، دعا المحلل السياسي السلوفاكي برانيسلاف فابري دول الاتحاد الأوروبي إلى رفع الاجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها على سورية والاعتراف بأن سياستها تجاهها فشلت، وشدد على أن استمرار الاتحاد الأوروبي في فرض إجراءاته القسرية على سورية يجعله في موقع المستبعد من أي مساهمة في إعادة إعمارها أو في إيجاد حل سياسي للأزمة فيها، وأضاف: إن الاهتمام الأوروبي بالتعاون مع الدولة السورية يجب أن يكون جوهريا، داعياً الدول الأوروبية إلى السعي من أجل عودة نظام القانون الدولي إلى الشرق الأوسط.
وأكد أن بعض الدول الغربية الكبيرة ليس لديها أي استراتيجية إيجابية لإيجاد حلول للأزمات في سورية أو غيرها من دول الشرق الأوسط، مشدداً على أن هذه النزعة في تجاهل الواقع غير قابلة للاستمرارية لفترة طويلة.
بالتوازي، أدانت وزارة الخارجية الأرمينية الجريمة التي أقدم خلالها مسلحون على اغتيال راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك في القامشلي الكاهن هوسيب حنا بيدو ووالده أمس الأول، وقالت الخارجية في بيان: “ندين بشدة العمل الإرهابي الذي أسفر عن مقتل القس الروحي لكنيسة الأرمن الكاثوليك في القامشلي هوسيب بيدو وأبيه الشماس إبراهيم بيدويان”، وطالب البيان المجتمع الدولي بإدانة كل أنواع القتل الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية في سورية بشدة، مؤكداً استمرار أرمينيا بالعمل والإسهام باستقرار الوضع الإنساني في سورية.
وكان الكاهن بيدو ووالده استشهدا برصاص مسلحين مجهولين أثناء سفرهما من محافظة الحسكة إلى دير الزور.
إلى ذلك، قال مجلس كنائس الشرق الأوسط في بيان: مرة جديدة يضرب الإرهاب الإجرامي الأبرياء ويحصد أرواح مواطنين عزل، إذ طالت يد الغدر والإجرام والإرهاب راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك هوسيب ووالده أثناء انتقالهما من محافظة الحسكة إلى مدينة دير الزور للإشراف على ترميم كنيسة الأرمن الكاثوليك في المدينة، وأشار إلى أن المجلس يدين هذه الجريمة النكراء كما كل الجرائم بحق الأبرياء.