أوركسترا النفخيات السورية بمشاركة روجيه اللحام وكريستينا إسحق
موسيقا رقصة”هاباتيرا” الشهيرة مع مختارات من أوبرا كارمن عزفتها أوركسترا النفخيات السورية المكوّنة من آلات النفخ الخشبية والنحاسية ومجموعة كبيرة من الإيقاعيات اللحنية وغير اللحنية، والدرامز بأمسية”موسيقا وغناء” بقيادة المايسترو إيهاب القطيش في مسرح الأوبرا، والتي كانت مفاجأة من حيث عدد الحضور وتفاعل الجمهور مع مقطوعات الموسيقا الآلية والغناء. وتأتي هذه الأوركسترا التي تعد جزءاً من كل وضمت أساتذة من المعهد العالي للموسيقا ومن خريجيه ضمن سياق تشكيلات جديدة مثل الأوركسترا الإيقاعية والوترية، التي تهدف إلى التعرف أكثر إلى خاصية الآلات المتشابهة أو ما يطلق عليها من عائلة واحدة.
تفاعل القطيش مع الأوركسترا شد الجمهور منذ اللحظات الأولى بوقع المقطوعات بنغم جديد باعتماد الأوركسترا على التوزيع الموسيقي لهذه التشكيلة، وإظهار دور بعض الآلات ضمن السياق اللحني مثل الفلوت والباصون والكلارينيت والترومبيت والساكسفون، كما استضافت الفرقة البيانو والغيتار. ومما زاد من نجاح الأمسية تنوع المقطوعات من التراث العالمي والسوري وألوان الأغنية اللبنانية التي تبقى بالذاكرة بمرافقة روجيه اللحام وكريستينا إسحق بالغناء الإفرادي.
افتُتحت الأمسية باللحن الحيوي الراقص والحركة السريعة للسيمفوني الإفريقي تأليف فان ماكوي وتوزيع ناهيرو أواي بالتوزيع على جميع الآلات والمتتالية الإيقاعية على التيمباني، تبعتها وصلة من التراث السوري الشعبي منها”يا محلا الفسحة” والتي تميزت بدور آلات النفخ الخشبية والفلوت خاصة مع الأوركسترا وصولو الترومبيت، لتنتقل مباشرة إلى بنت الشلبية بتسارع الإيقاعيات وفواصل الباصون، ومنها إلى الرومبا بمقطوعة المرح –تأليف روفائيل هير ناندير، توزيع ناهيرو أواي- والبداية مع إيقاعات الطبلة، وشغلت افتتاحية أوبرا كارمن مع الفواصل الموسيقية حيزاً من الأمسية بحضور الساكسفون.
ومع نغمات البيانو واللحن الهادئ غنى روجيه اللحام بصوته الرخيم من طبقة بارتون لزكي ناصيف ياعاشقة الورد، ثم الأغنية الأشهر”نقيلي أحلى زهرة” بتشجيع كبير من الجمهور، وغريبين وليل لغسان صليبا بمرافقة صولو الغيتار، ليبدو تأثيره الأكبر في غنائه لملحم بركات”يا حبي اللي غاب” مع الغيتار والبيانو وتداخل الدرامز والساكسفون.
ونوّعت كريستينا إسحق بالغناء بين التراث والمعاصرة فبدأت بأغنية”ع الروزانا” بتناغم بين الغيتار والدرامز، وبدا حضورها الأقوى في أغنية”أنا اعتزلت الغرام بالتقطيع الموسيقي والغنائي”شوف شوف يا حبيبي شوف” وحضور الساكسفون وفواصل البوق، لتصل إلى القفلة بالامتداد الصوتي لطبقة صوتها السوبرانو “بأنا أنا” وتوظيف خصائص الغناء الكلاسيكي. واختُتمت الأمسية بغنائها أغنية” ع هدير البوسطة” لفيروز التي تتناسب مع طبقة صوتها في مواضع.
وتحدث المايسترو إيهاب القطيش لـ”البعث”عن استضافة الأوركسترا في كل أمسية لجزء معين من الآلات، فبعد استضافة الكمان والأكورديون ورباعي الوتري استضفنا اليوم البيانو والغيتار، وتهدف الأوركسترا إلى التركيز على دور الموزعين الموسيقيين الشباب مثل”مهدي مهدي، وناريك عباجيان” بتقديم هذه المقطوعات بتوزيع مختلف عن المألوف عادة، فينتقل اللحن من آلة إلى أخرى وساعدنا البيس غيتار بالباص. وتابعت كريستينا إسحق بأنها أحبت ألحان الأوركسترا لتميزها بالحركة الراقصة وترى أن صوتها يناسب أغنيات ماجدة الرومي أكثر. أما روجيه اللحام فأعرب عن سعادته بمشاركته الغناء مع الأوركسترا واختياره الأغنيات التي تناسب صوته.
ملده شويكاني