قوات الاحتلال التركي تعتدي بالصواريخ والهاون على قريتي عويش وداودية إحباط هجوم بسيارة مفخخة عند مدخل خان شيخون.. وتسارع عودة المهجرين من الأردن
أحبطت وحدة من الجيش العربي السوري هجوماً إرهابياً بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم “جبهة النصرة” على نقاط عسكرية عند مدخل خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما عادت دفعة جديدة من الأسر من مخيمات اللجوء بالأردن عبر مركز نصيب الحدودي إلى قراها التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، في وقت تشهد أحياء تدمر عودة عشرات الأسر إلى منازلها أسبوعياً، بعد أعوام من التهجير نتيجة إرهاب تنظيم “داعش” التكفيري.
يأتي ذلك فيما اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بالصواريخ وقذائف الهاون على قريتي عويش وداودية، التابعة لريف تل تمر شمال الحسكة، ما تسبّب بدمار عدد من المنازل السكنية والبنى التحتية.
وفي التفاصيل، حاولت سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، قادمة من اتجاه قرية صهيون، اختراق خطوط دفاعات الجيش على الأوتستراد الدولي دمشق/ حلب والوصول إلى النقاط العسكرية عند المدخل الشمالي لمدينة خان شيخون المحرّرة، وتعاملت معها الوحدة العسكرية المرابضة في المكان، ودمّرتها قبل وصولها إلى هدفها، وتمّ، بتمشيط مكان تفجير السيارة المفخخة وبقاياها، العثور بحوزة الإرهابي الانتحاري على وثائق تثبت انتماءه لتنظيم “جبهة النصرة” وكذلك بندقيتين حربيتين.
وأحكمت وحدات الجيش العربي السوري في آب الماضي السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية بريف ادلب الجنوبي وعلى بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومورك ومعركبة واللحايا بريف حماة الشمالي بعد القضاء على آخر فلول الارهابيين فيها.
يأتي ذلك فيما عادت عشرات الأسر المهجّرة إلى أرض الوطن عبر مركز نصيب الحدودي مع الأردن، معظمهم من الأطفال والنساء، قادمة من مخيمات اللجوء في الأردن، ناهية بذلك سنوات من الظروف المأساوية التي عاشتا هناك، ولفت مراسل سانا إلى أن سيارة إسعاف وحافلات أمنتها المحافظة كانت بانتظارهم لتقديم خدمات طبية إسعافية للمحتاجين منهم ومن ثم نقلهم مع أمتعتهم إلى مناطق إقامتهم الدائمة بعد إنهاء الإجراءات البسيطة من قبل عناصر المركز.
وأكد العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب أن دفعة جديدة من المهجرين عادت الى سورية عبر مركز نصيب، مشيراً إلى أن العاملين في المركز قدموا لهم الخدمات اللازمة، وبين أن عدد العائدين إلى سورية عبر مركز نصيب الحدودي في درعا بموجب تذاكر مرور منذ منتصف تشرين الأول من العام الماضي حتى اليوم بلغ 30337.
وليم الشاطر العائد إلى حمص أعرب عن ارتياحه للإجراءات المطبقة في نصيب داعياً كل المهجرين السوريين للعودة إلى الوطن، فيما عبرت ابنتا وليم الطفلتان لين وحنين عن فرحتهما بالعودة بعد سنوات من التهجير في مخيمات اللجوء.
مالك المحمود العائد إلى الرقة وعلي ضيف الله العائد إلى درعا وصفا شعورهما بالرائع بعد العودة إلى حضن الوطن، مؤكدين أن الجميع يرغب بالعودة.
زينب الرفاعي وزوجها نادر الزرقة العائدان إلى مهين بحمص لفتا إلى أن إجراءات العودة كانت ميسرة في نصيب وتم استقبالهما أحسن استقبال وتأمين كل ما يلزم لضمان العودة الآمنة داعيين كل المهجرين للعودة إلى الوطن.
إلى ذلك، ومع تطهير مدينة تدمر، السكنية والأثرية، من الإرهاب بلغ عدد الأسر العائدة 350، ويؤكد العائدون أن المدينة تنعم بالخدمات المختلفة، وهي تزداد يوماً بعد يوم، داعين جميع أهالي تدمر العودة إلى منازلهم.
يأتي ذلك فيما اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين، خلال الساعات الماضية، بالصواريخ وقذائف الهاون على قرى عويش وداودية وتل طويل بريف بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة، ما تسبّب بتدمير عدد من المنازل وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين، وذلك بالتوازي مع حشود وتعزيزات لقوات النظام التركي ومرتزقته في المنطقة المحيطة بقرية أبو راسين بريف رأس العين.
وتسبّب العدوان التركي على الأراضي السورية، منذ التاسع من الشهر الماضي، بتهجير 19776 عائلة من أرياف الحسكة الشمالية حتى الآن، وبيّن مراسل سانا أنه يتم تقديم الخدمات لها ضمن 84 مركز إيواء.
بموازاة ذلك سحبت قوات الاحتلال الأمريكية رتلاً يضم عشرات الشاحنات والآليات العسكرية من قاعدة صرين بريف حلب الشمالي باتجاه الحدود العراقية، لكنها أدخلت في الوقت ذاته رتلاً من العراق إلى محافظة الحسكة يضم 22 آلية عسكرية نوع هامفي وشاحنتين بتغطية من طائرة حربية أمريكية، بحسب مراسل سانا، والذي أوضح أن الرتل دخل من معبر الوليد غير الشرعي مع العراق، واستقر في حقل عودة النفطي بالقحطانية وقرية هيمو بريف القامشلي الغربي وحقول نفط الجبسة.
وتعمل قوات الاحتلال الأمريكي على تعزيز قواعدها وإنشاء أخرى حول حقول النفط في المنطقة الشمالية الشرقية بهدف الاستمرار في نهب النفط والغاز والسطو على الثروات الباطنية في الأراضي السورية في تحد سافر للأعراف والقوانين الدولية.
بالتوازي، كشف وقع غلوبال ريسيرتش الكندي عن استراتيجية أمريكية جديدة وصفها بـ”السادية”، نظراً لما تحمله من أبعاد ونتائج خطيرة تستهدف الشعب السوري، مشيراً إلى أن تلك الاستراتيجية طرحت بشكل علني خلال اجتماع عقدته لجنة شكلها الكونغرس الأمريكي عام 2018 تحت مسمى “مجموعة دراسة سورية” في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي “سي إس آي إس”، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له.
وترأست اللجنة دانا سترول التي تشغل منذ وقت طويل منصب كبير الموظفين المختصين بشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وأمضت سنوات في رسم المخططات والمؤامرات لتغيير ملامح المنطقة، لتركز أفكارها العدوانية في السنوات الأخيرة على سورية بمخطط يكشف أخطر وجه لأطماع واشنطن الاستعمارية، ويؤكد أن هذه الأطماع لم تتوقف يوما ولن تكون لها نهاية.
سترول حددت ملامح النمط الاستعماري الجديد بشكل مفصل أمام اللجنة، ويركز بشكل رئيسي على أربعة محاور أولها استمرار عمليات نهب النفط السوري عبر انتشار القوات الأمريكية بشكل غير شرعي في شمال شرق سورية، وثانيها ضخ مزيد من التحريض لجهة الممارسات والسياسات العدائية ضد سورية وتشديدها على ما سمته بكلماتها الخاصة “العزل السياسي والدبلوماسي ومنع السفارات من إعادة فتح مقارها في دمشق”، أما المحور الثالث فيتمثّل في تصعيد الإجراءات القسرية الأحادية ضد سورية، في حين أن المحور الرابع يكون عبر عرقلة عمليات وجهود إعادة الإعمار التي تقوم بها الحكومة السورية من جهة ومنع الخبرات التقنية ومساعدات إعادة الإعمار من العودة إلى سورية من جهة ثانية.
سياسياً، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع سفير أرمينيا في موسكو فاردان توغانيان الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحل السياسي للأزمة في سورية، فيما أكد نائب رئيس الوزراء التركي السابق عبد اللطيف شنار أن سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان “الخاطئة والفاشلة” في سورية هي سبب جميع مشكلات تركيا على الصعيدين الخارجي والداخلي، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية والمالية، وقال: “إن أردوغان يتحمّل مسؤولية ظهور جميع التنظيمات الإرهابية في سورية”، مشيراً إلى أنه “قبل تدخل الغرب وتركيا ودول الخليج في سورية لم تكن هناك أي مجموعات إرهابية في هذا البلد الجار”، وأن النظام التركي قدم كل أنواع الدعم للجماعات المسلحة فيها، وأشار إلى أن مجمل سياسات أردوغان كانت وما زالت في خدمة “إسرائيل” الرابح الأول من الأزمات في سورية والمنطقة.
إلى ذلك، أكد الضابط التشيكي السابق يوزيف بروكيش أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، وأشار، في حديث لموقع أوراق برلمانية الالكتروني، إلى أن قوات الاحتلال التركي تقوم بعمليات قتل بحق أبناء المناطق السورية التي تدخلها.