مـــن ذاكــــرة التصحيـــح؟!
“نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع”، تحت هذا العنوان كانت الإنجازات والصروح، تشق طريقها نحو ساحة التنفيذ في شتى المجالات، ففي قطاع الزراعة تكثفت خطط التنمية الزراعية، والنهوض بالأرياف، كلاً حسب خصوصيته، وتحولت سورية خلال فترة قصيرة إلى دولة تثير الإعجاب بتحقيق الاكتفاء الزراعي، وتنتقل إلى تصدير الفائض من المحاصيل إلى جميع أنحاء العالم، مع حرصها على تحقيق شروط أمنها الغذائي، والحفاظ على سلتها الغذائية الأساسية من الحبوب، ومجهزة ما يلزم للاستثمارات المستقبلية.
طبعاً حصر إنجازات الحركة التصحيحية المجيدة في مجال الصناعة الوطنية ليس بالأمر السهل، حيث ارتفعت معدلات النمو الاقتصادي إلى مستويات عالية قياساً لما كانت عليه في بدايات سبعينيات القرن الماضي، وخاصة السنوات الأولى من عمر الحركة التي انتقلت بها سورية إلى مواقع متقدمة في جميع القطاعات، ومن بينها القطاع الصناعي.
وحسب البيانات والمؤشرات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء من عام 1970 ولغاية 2011 حول تطوير الصناعة الوطنية بشقيها التحويلي والاستخراجي، نجد أن حجم النشاط الصناعي من حيث الإنتاج كانت قيمته الإجمالية لا تتجاوز بضعة مليارات من الليرات، مع عدد محدود من المنشآت والشركات الصناعية التي تم تأميمها، وحتى شركات صناعية قامت الدولة بإنجازها في ظل دعم الحركة التصحيحية لتوسيع هذا النشاط الصناعي وزيادة إنتاجيته، حيث بلغت قيمة الإنتاج الصناعي في عام 2007 نحو 1420 مليار ليرة، وفي عام 2008 بلغت قيمته الإجمالية بمقدار 1735 مليار ليرة، وفي عام 2010 زادت قيمته بنحو 774 مليار ليرة، والفرق بين عامي 2007 و 2010 تقدر بنحو 165 مليار ليرة، وبالتالي هذه الأرقام تؤكد اهتمام القيادة والحركة التصحيحية بتطوير الصناعة الوطنية باعتبارها قاطرة النمو للاقتصاد الوطني، والعمود الفقري له، خاصة أن النشاط الصناعي متنوع ومتعدد الاتجاهات والإنتاجيات، في مقدمتها الصناعات الغذائية، والمشروبات، والتبغ، والغزل والنسيج، والجلود، والخشب، والموبيليا، والورق، والصناعات الكيماوية، ومنتجات تكرير البترول، والمنتجات المعدنية وغير المعدنية، والمنتجات المعدنية المصنعة، إضافة للصناعات الاستخراجية، والماء، والكهرباء، وغيرها من الصناعات التابعة للقطاعات العام والخاص والمشترك.
لا شك في أن واقع الحال قد تبدل منذ عام 2011 بعد أن هاجمت قطعان الإرهاب بلدنا ودمرت وخربت وسرقت وقتلت كل ما يمثّل الحياة على الأرض السورية، وبالرغم من أن الواقع المعيشي والحياتي والاقتصادي قد تعرّض لانتكاسات ترتقي لمستوى الكوارث في جميع القطاعات والمجالات، إلا أن ذلك لم يمنع الشعب السوري من متابعة معركته ضد الإرهاب الذي تنهار عصاباته المسلحة أمام بطولات جيشنا العربي السوري المقاوم الذي يصنع النصر، ويمهد الطريق بإنجازاته أمام الحل السياسي للأزمة، وعودة الاستقرار إلى ربوعه، ومن ثم تعيد الأيدي السورية بناءه كما فعلت منذ ثمانية وأربعين عاماً.
بشير فرزان