مجزرة جديدة في غزة.. والمقاومة ترد على الاعتداءات
بعد ثلاثة أيام متواصلة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أجبر صمود المقاومة الفلسطينية كيان الاحتلال على الرضوخ لاتفاق تهدئة وُصف بـ”الهشّ” نتيجة خرق الاحتلال له بعد ساعات على سريانه، ما استدعى ردّاً سريعاً من المقاومة، بإطلاق خمسة صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، وأعلن المتحدّث باسم حركة الجهاد مصعب البريم بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بعد رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية بقيادة الجهاد، وبعد أن قالت المقاومة كلمتها وتصدّت للعدوان وكسرت هيبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأكد البريم أنه تمّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أساس الشروط التي اشترطتها حركة الجهاد ممثّلةً للمقاومة، والتي تمثلّت في وقف سياسة الاغتيالات وحماية المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى والبدء عملياً بتنفيذ إجراءات كسر الحصار، وأضاف: “إنّ الضامن هو حضور المقاومة وجهوزيتها في الميدان، وقدرتها على الردّ على أي عدوان”.
من جهة ثانية، اعترف ما يسمى وزير الأمن السابق في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان أن الخاسر الوحيد في معركة غزة هو “إسرائيل”.
وبارتكاب الاحتلال مجزرة، فجر أمس، باستهدافه مبنىً سكنياً في دير البلح أدى إلى استشهاد 8 مواطنين بينهم امرأتين وطفل، يرتفع عدد الشهداء إلى 34 شهيداً و111 جريحاً على مدى ثلاثة أيام على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما ذكرت وسائل إعلام العدو أن صلية من الصواريخ سقطت في منطقة أشدود ورحوفوت، وكانت الأكبر منذ بدء المواجهات، مؤكدةً أن نحو 90 قذيفة صاروخية أطلقت من غزة على سديروت. وفيما دوّت صفارات الإنذار في العديد من المستوطنات في محيط قطاع غزة، زاد عدد الصواريخ الفلسطينية عن 450 صاروخاً، كما أكدت أنّ 30% من سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة تركوا منازلهم.
وقال أبو حمزة القائد في “سرايا القدس”: “إنّ الحركة تتحدّى الرقابة العسكرية الصهيونية بالكشف عن الصور والفيديوهات التي تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمصانع والمقرات، ومنازل المستوطنين في غلاف غزة، والمدن المحتلة التي أصيبت بإصابات دقيقة”.
هذه التطورات تأتي بعد استشهاد القيادي في حركة الجهاد بهاء أبو العطا وزوجته باستهداف طائرات الاحتلال مبنىً في حي الشجاعية في غزة، حيث أكدت سرايا القدس حينها أن الردّ حتماً آتٍ وسيزلزل الكيان الصهيوني.
في السياق، أكد الأمين العام لحركة الجهاد في فلسطين زياد النخالة أن سرايا القدس اتخذت القرار الصائب بالردّ على اغتيال كيان الاحتلال لأحد قادتها، مشدّداً على أن سرايا القدس لم تستنفذ كل ما في جعبتها من صواريخ وأسلحة في مواجهة “إسرائيل”، كما أعلن أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الحرب الشاملة بين محور المقاومة و”إسرائيل”، وكشف أن “إسرائيل” نقلت إلى الحركة طلباً لوقف إطلاق النار والمقاومة وضعت شروطها للموافقة على ذلك.
وفي وقتٍ أوضح فيه أن سرايا القدس لا تطلق رصاصة واحدة على “إسرائيل” دون قرار من القيادة التي تتحمل مسؤولية ذلك، وفي حال تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وأخلّت الأخيرة بأي بند منه سنكون بحلٍّ من الاتفاق، وردّ على من يقول: “إنّ المعركة الحالية هي معركة سرايا القدس”، نقول إنها معركة الشعب الفلسطيني.
كما قال مسؤول الإعلام في حركة الجهاد داوود شهاب: “إنّ ما حدث في غزة إنجاز كبير للمقاومة الفلسطينية وللشعب”، مؤكداً أن إجراءات تنفيذ رفع الحصار عن غزة لن تتم بين ليلة وضحاها بل نتحدث عن استئنافها وفق التفاهمات، وأشار إلى أن المقاومة أثبتت أنها تستطيع وضع الاحتلال في مأزق حقيقي، ولن يكون أي أحد في هذا الكيان بمنأىً عنه.
من جهته، جدّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مطالبته المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لمحاسبة كيان الاحتلال على اعتداءاته وجرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين، وقال: “إنّ سلطات الاحتلال قامت بعدوان سافر على أبناء شعبنا في قطاع غزة أسفر عن استشهاد 34 فلسطينياً وإصابة أكثر من 111 آخرين”، مشدّداً على ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني في محكمة الجنائية الدولية.
وأشار المالكي إلى أن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال يجعله مسؤولاً بشكل غير مباشر عن نتائجها، داعياً إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال وضمان تحصيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي العروب شمال الخليل والأمعري جنوب البيرة وقرية أبو شخيدم شمال رام الله ومنطقة جبل الموالح وسط بيت لحم وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت ستة منهم، فيما اقتحم 244 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.