أفق مستنير
“الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية” مقولة أطلقها القائد المؤسس حافظ الأسد فأصبحت منطلقا في إعلاء صرح الثقافة، وتوسع مؤسساتها، وقد جسد السيد الرئيس بشار الأسد هذه المقولة فكراً وممارسة إيماناً منه بالثقافة قناة تربط بين الفكر والسلوك، ومحصلة تاريخية لرغبة الإنسان في خلق أشكال جديدة للحياة، حيث تتجسد الثقافة في كل عمل نعمل على تحقيقه كأفراد في المجتمع.
وبحكم التحديات الكبيرة التي تواجهها الثقافة كتحدي إعادة البناء، وتحصين الشعب ضد الضغوطات الخارجية التي تواجهه، ووقف التداعي في الكيان الوطني، تتجلى الثقافة حاجة مفتوحة على المدى، لا تقف عند حدود، تمثل رسالة سامية وملتزمة بالشعب، وسلاحاً في بناء المستقبل المشرق للأجيال القادمة، وتجذير الحضارة على كل الأصعدة، فمن خلالها يتم بناء الإنسان الذي هو الغاية الأهم في مسيرة الحياة، بناء أيديولوجيا وثقافيا يجعله قادرا على الوقوف أمام كل التحديات، سواء الثقافية أو الحضارية، أو حتى الاقتصادية.
وقد عمل الرئيس بشار الأسد على تأمين المناخ الصحي والمناسب للثقافة، وأرسى دعائمها، وقدم لها كل دعم، لتحتل مكانتها الصحيحة في وطننا، ولـتقوم بأداء مهمتها الرائدة على أكمل وجه، عبر وزارة الثقافة ممثلة بمؤسساتها المختلفة كالمكتبات والمراكز الثقافية وصالات المعارض والسينما والمسرح ودار الأوبرا، وغيرها كثير من وسائل الثقافة التي تجسد دورها الفاعل في عملية البناء الإنساني.
ومهما استعرضنا عطاءات الرئيس الأسد وإنجازاته في مجال الثقافة فإننا نبقى مقصرين عن الإحاطة بكل جوانبها، فهو مشجع للإبداع والثقافة، والاستمرار بالعطاء، ومثال حي للالتزام المبدئي للقائد الرمز، بما يجسده من عقل منفتح، وإمكانيات علمية متقدمة، ومتصلة بإنجازات العصر، وابتكاراته وتطلعاته، في إطار التقنيات الحديثة، وقراءتها في خارطة شمولية، تعكس عملية الربط بين التطور العلمي وحاجات الواقع، والرصيد الأخلاقي والقيمي للشعب والأمة، وتكريس قيم القانون والعدالة الاجتماعية، وتكريم المبدعين، وهو يؤكد أن التطبيق الجدي والأمثل للثقافة يتجسد بتأكيد دورها وأهميتها، وهذا يعني الاعتراف بفكر الآخر وتعدد الأفكار وتنوعها، واعتبار الحوار الصيغة الوحيدة للوصول إلى الحلول الأفضل والأنجع في حل أي عقبة أو مشكلة قد تواجه المد الثقافي المتصاعد إلى الأفق الأوسع، وتقع على عاتق المثقفين مسؤولية كبيرة في تحقيق هذا المطلب وتطبيقه باعتبارهم الأكثر وعيا وإدراكا لأبعاد الواقع الثقافي المعاش.. لذلك فإن مشروعنا الذي يرسمه ويصيغ أطره قائد منفتح الأفق كالرئيس بشار الأسد، يبقى يمثل حالة التوازن بين الوعي والطموح.. يشكل حلما أقوى من العاصفة.. إنه الفرح الذي نستعيده ونرنو إليه لمخاطبة المستقبل الذي ننشد..