“السترات الصفراء” تحاول استعادة زخم حراكها
بعد عامٍ على انطلاق الاحتجاجات في فرنسا، نزل متظاهرون من “السترات الصفر”، أمس، إلى شوارع فرنسا مجدداً لاستعادة زخم حراكهم الاجتماعي غير المسبوق، لكن التحرّكات شهدت توتراً واضحاً في العاصمة باريس.
وشهدت الاحتجاجات أعمال تخريب وإحراق لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. واعتقلت الشرطة 105 متظاهرين، فيما أعلنت شركة النقل العام الباريسية عن إغلاق أكثر من 20 من محطات المترو وسكك الحديد الجهوية السريعة، بما فيها محطات تقع قرب الشانزليزيه وبرج إيفل وساحة الكونكورد والجمعية الوطنية.
كما أدخلت الشركة تغييرات على مسار أكثر من 50 حافلة في العاصمة.
وتحولت ساحة “إيطاليا” في جنوب باريس، إلى ميدان مواجهات متقطعة، وأغرقت تحت الغاز المسيل للدموع، حيث تدخلت الشرطة أكثر من مرة لتفريق مجموعات صغيرة من المحتجين.
وتدخلت قوات الأمن في شمال غرب العاصمة، لتفريق عشرات المتظاهرين من “السترات الصفر”، الذين انتشروا على الطريق الدائري الذي يحيط بالعاصمة قرب محطة مترو باريس. وردّد المحتجون مع انطلاق تظاهرتهم شعارات: “نحن هنا رغم رفض ماكرون” و”عيد سعيد”.
وضاقت نقاط التظاهر الأساسية بقوات الأمن، مثل “الشانزيليزيه” والشوارع المحيطة بمقرات الوزارات. وأغلقت معظم محطات المترو ومحطات شبكة القطار السريعة في العاصمة “حتى إشعار آخر”.
ومع نهاية الأسبوع الجاري، يكون قد مر عام كامل على انطلاق احتجاجات “السترات الصفر” في فرنسا، التي استطاعت أن تحشد في أول تظاهرة لها في 17 تشرين الثاني من العام الماضي 282 ألف متظاهر، بالعاصمة باريس والعديد من المدن الفرنسية، استجابة لدعوات أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، وسياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبعدما قدّمت الحكومة الفرنسية تنازلات مثل صرف مكافآت ورفع الضرائب عن ساعات العمل الإضافية ونظمت حواراً وطنياً واسعاً، تراجع زخم حراك “السترات الصفر” تدريجياً خلال الأشهر الماضية ولم يعد يجمع سوى بضعة آلاف. لكن لا يزال هناك العديد من المطالب، مثل خفض الضريبة على المواد الأولية الضرورية وفرض ضريبة على رأس المال وإجراء “استفتاء مبادرة شعبية”.