في الذكرى التاسعة والأربعين للحركة التصحيحية.. أكثر تصميماً على إعادة بناء وإعمار ما تهدّم قيادة الحزب: التصحيح والتطوير نهج حياة.. لا حدثٌ ينتهي بمجرد قيامه
أحيت جماهير حزبنا وشعبنا الذكرى التاسعة والأربعين لقيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، والتي تركت آثاراً مهمة على المسيرة النضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي، عبر تصحيح نقاط الضعف والخلل، والسير قدماً في بناء الدولة الوطنية السورية القوية والفاعلة، بجيشها ومؤسساتها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي شكّل ضماناً للسيادة والكرامة والتحرّر من كل قيود المشاريع المعادية للأمة العربية، حيث أثبتت الحركة قدرة سورية على التأقلم مع المتغيّرات المحلية والإقليمية والدولية، ومتطلبات المصلحة الوطنية والقومية، واستطاعت تعزيز مكانتها على الخارطة السياسية الدولية.
واليوم تمرّ ذكرى التصحيح، وسورية تشهد الفصول الأخيرة من الحرب الكونية الإرهابية التي استهدفتها، بفضل صمود شعبها المقاوم، وتضحيات جيشها الباسل، مع القوات الرديفة والحليفة، وحكمة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، قائد مسيرة البناء والتطوير.
وفي بيان بهذه المناسبة، قالت القيادة المركزية للحزب: لا شك في أن أجيالنا الشابة اليوم تتساءل لماذا يحاربوننا بهذا الشكل الهمجي؟؟.. لماذا تتحالف قوى الاستعمار الجديد والصهيونية وعملاؤهم ومجاميع العصابات الإرهابية المرتزقة في العالم ضد بلد لا ذنب له سوى أنه لا يريد التفريط باستقلال قراره ومقاومته للاحتلال؟.. لماذا تصرف مئات المليارات من الدولارات لتدمير سورية تدميراً منهجياً وقتل أهلها وتشريد شعبها واستخدام أبشع أنواع أدوات القتل كافة، من سكين الذبح وحتى صواريخ “تاو” والطائرات المسيّرة؟؟. لماذا لا تكتفي قوى الاستعمار الجديد بدعم مئات الآلاف من المرتزقة الإرهابيين وتسليحهم وتقديم كافة اللوجستيات لهم، وإنما ترسل قواتها العسكرية لاحتلال الأرض السورية مباشرة، سواء القوات الأمريكية أو التركية، في محاولة لتغطية فشل الإرهابيين في إخضاع سورية؟؟..
لماذا تُستخدم ضدنا جميع أنواع الحروب دفعة واحدة وفي تنسيق تفصيلي ويومي، من حرب الجيوش والإرهابيين إلى الحرب الإعلامية والاقتصادية والديبلوماسية والتجويعية؟، وبالمقابل: كيف امتلك هذا الشعب الصغير في حجمه وثرواته، الكبير في إرادته وتاريخه، القدرة على التصدي لهذا كله؟.
وشدّدت قيادة الحزب على أن الجواب على كل تلك التساؤلات هو في تحليل مسيرة سورية منذ عام 1970 واستنادها إلى تاريخ طويل من كفاح هذا الشعب وعشقه للاستقلال والكرامة، وأضافت: إن حربهم الوحشية ضدنا هي تأكيد على أنهم يخافون من “الظاهرة السورية” الناضجة، ويشعرون بمخاطر المضمون الوطني والقومي لهذه التجربة السورية المتطوّرة في بناء وطن مستقل ضمن منطقة عزّ فيها الاستقلال الحقيقي، فمنذ عام 1970 تطوّرت عملية بناء سورية المعاصرة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد. وأهم ما في هذه العملية أمران: إن التصحيح والتطوير نهج حياة وليس مجرد حدث ينتهي بمجرد قيامه، وأن التصحيح بدأ في حزب البعث نفسه لأنه لا يمكن لقوة أن تصحح الواقع إن لم تصحح نفسها أولاً.
وتابع البيان: اليوم يفخر كل سوري بأن بلده يصنع انتصاراً تاريخياً، لم يكتمل بعد لكنه على طريق الاكتمال الناجز، بقيادة قائد يؤمن بقدرة شعبه ويؤكّد على أهمية التطوير والتصحيح نهجاً ثابتاً.
وبهذه المناسبة وجّهت قيادة الحزب بتحية الولاء إلى القائد المفدّى السيد الرئيس بشار الأسد, وتحية تقدير وإكبار لجشينا الباسل، وأسمى آيات الإجلال والتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار.
من جانبها أكدت نقابة أطباء الأسنان أن الحركة التصحيحية أرست الدعائم والمرتكزات الأساسية لدولة حديثة قوية تمتلك حرية القرار السياسي والنهج التطويري والتخطيط الممنهج والعميق، واستطاعت تحقيق قفزات تنموية نوعية في مختلف القطاعات، وأن تكون فاعلة ومؤثّرة بالمعادلة السياسية في المنطقة والعالم، وأن تعزّز الانتماء الوطني والقومي والعروبي، مضيفة في بيان: إن سورية تواجه، ومنذ تسعة أعوام، حرباً لم يعرف التاريخ البشري لها مثيلاً، من حيث الإرهاب والتدمير والإجرام والدعم السياسي والمالي والإعلامي وتجنيد المرتزقة، وهدفها تدمير سورية الدولة بكل مقوماتها، والنيل من حرية قرارها السياسي، إلا أن صمود سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، أسقط كل المشاريع الاستعمارية، وكسر الهيمنة الأمريكية وتفرّدها في قيادة العالم، ودعا البيان إلى ضرورة مضاعفة الجهد والعمل في مرحلة إعادة الإعمار.
كما أكدت نقابة المهندسين الزراعيين أن الحركة التصحيحية جاءت تلبية لتطلعات وآمال الجماهير، ولتأكيد النهج الوطني والقومي لسورية، وتعزيز مكانتها الدولية، واستطاعت سورية بفضل التصحيح تحقيق نهضة تنموية شاملة، لاسيما في القطاع الزراعي، وأكدت في بيان التصميم على بذل المزيد من الجهد لتطوير القطاع الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وإعادة الألق لهذا القطاع.
إلى ذلك أكدت نقابة الفنانين أن الحركة التصحيحية بنت سورية الحديثة بمختلف قطاعاتها، وأرست دعائم الاستقرار الوطني وحرية القرار السياسي، وعزّزت مفهومي دولة المؤسسات والاعتماد على الذات، وحققت نهضة تنموية شاملة قل نظيرها على مستوى المنطقة، وبنت قاعدة شعبية لحزب البعث العربي الاشتراكي مكّنته من مواجهة التحديات، حيث كان على لائحة الاستهداف منذ الأيام الأولى للحرب على سورية، وأضافت في بيان: لقد شهد القطاع الثقافي في عهد التصحيح نهضة كبيرة على مختلف الصعد، من حيث بناء الصروح الثقافية والتعليمية والفنية، وتعزيز دوره ومساهمته في عملية البناء التنموي والفكري، وتكريس الجانب الحضاري، والحفاظ على الهوية الحضارية والتراثية، وأكد البيان التمسّك بالنهج القومي العروبي، الذي كان ومازال العنوان البارز والمميز لسورية، وكل والتصميم على العمل لإعادة بناء سورية أجمل مما كانت عليه.