فداء منصور .. مركز الدائرة خارج اللوحة !
افتتح مساء أمس في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة في العفيف معرض الفنان الشاب فداء منصور الذي قدم مجموعة من الأعمال الزيتية الموحدة في قياسها والمتنوعة في مواضيعها، تناول في بعضها جانبا حروفيا كتابيا لعبارات محددة انتقاها الفنان مؤلفا منها جملة بصرية حاملة لبيانها الأدبي دون تحوير أو إقصاء للنص الدلالي، كما قدم جملة أعمال أخرى بلغة تصوير تتباين فيما بينها من تحوير مبسط إلى واقعية، واللافت اهتمام الفنان بخط بنائي معين وقصدي لا يخرج بعيدا عن روحية الدائرة في تقسيمات أقواسها أو اشتمال محيطها حيز العمل، ويعتبر الفنان أن هذا النحو هو ما يميز تجربته التي يتبناها كمفهوم بنائي وتحليلي في اللوحة، فقد قدم في معرضه بيانه الخاص من هذه الرؤية التي انطلق منها وجسدها كمحور يحتمل التأليف والبحث الفني!؟.
وقد صرح الفنان حول معرضه الجديد ورأيه في ما يخص الدائرة ذاتها: أحببت متابعة التجربة الدائرية بمعرضي الثاني في محاولة لإنضاج الفكرة ومحاولة ما يمكن أن يخرج من الدائرة أو الخط الدائري من الأعمال فقد عالجت عدة مواضيع ذات هواجس شخصية وحالات إنسانية أحيانا وتكوينات نسائية، حيث أعتبر أن المرأة كائن الدوائر الجميلة، ورسمت الحصاد وصانعة القش وعملت بتكوينات حروفية مقتبسة من الدائرة أو أجزاء منها لاسيما أن الدائرة على بساطتها تكوين صعب ومتاهة أكثر صعوبة وخطورة من التكعيبية، حيث تأخذك نحو التكرار أو التقيد ولكن ربما استطعت تقديم شيء مبتكر جديد وغير تقليدي خارج عن المألوف نوعا ما، رغم أن الكثيرين لامسوا الدائرة في أعمالهم ولكن قد أستطيع التعبير بشكل خاص عن أسلوبي هذا وأفكاري وماتعنيه الدائرة لي من توازن وسلام ونضوج وغموض وخطورة.
لفداء منصور حيوية خاصة مندفعة نحو إحداث حيز خاص بين أقرانه من الفنانين الشباب وتنوع نشاطه الفني، فهو الرسام المتنوع التقاليد يمتلك براعة مهنية واضحة فقد أنجز عملا جداريا كبيرا على سور السفارة الصينية في دمشق، كما حاز عدة جوائز في مسابقات محلية ومشارك نشيط في المعارض الجماعية وصاحب حضور خاص بين الفنانين الشباب أكده خلال معرضه السابق في صالة أدونيا ويضيف اليوم جديده في خطا بحثه عن ذاته المبدعة.
أكسم طلاع