محتجو صيدا يرفضون دخول “بوسطة الثورة”: أهدافها مشبوهة
إيذاناً بعودة الهدوء إلى المناطق اللبنانية، استكمل الجيش اللبناني إعادة فتح كل الطرق التي أغلقها محتجون ومعتصمون في مناطق عديدة من لبنان خلال اليومين الماضيين، ما أفسح المجال أمام عودة افتتاح الجامعات والمدارس أبوابها، فيما رفض محتجون في صيدا والنبطية استقبال ما يسمى بـ”بوسطة الثورة”، وذلك بسبب ما وصفوه “عدم وضوح النشاط وما يرمي إليه”، معتبرين أن أهدافها مشبوهة بينها زرع الفتنة بين المقاومة وجمهورها.
وأفادت مصادر في صيدا بأن هذه الحافلة كان من المفترض أن تدخل صيدا إلا أن هناك مجموعات منتشرة على المدخل الرئيسي للمدينة والمداخل الفرعية لاعتراض طريقها، لإعلان موقف جزء من المحتجين الرافضين دخولها، مضيفة: إن هناك معلومات عن أن الاعتراض على الحافلة سببه الانتماءات السياسية التي ينتمي إليها ركابها، وبعضهم معادين للمقاومة وينتمون إلى منظمات وجمعيات مدعومة أميركياً، وهدفهم إيجاد بيئة ضد المقاومة وتحرض عليها، ولفتوا إلى أن الإصرار على التوجه إلى الجنوب هو لأنه بيئة حاضنة للمقاومة.
يأتي ذلك فيما فتح الجيش اللبناني تقاطع إيليا في صيدا بعدما أزال العوائق الحديدية والخيم من وسط الساحة وفتحها في اتجاهاتها الأربعة أمام حركة المواطنين، في وقت فتحت فيه المدارس الرسمية والخاصة والمرافق العامة باستثناء المصارف التي ما زالت مقفلة، وعادت الحياة إلى مرافق المدينة العامة والخاصة والتجارية والتربوية.
إلى ذلك، أكد النائب اللبناني حسين الحاج حسن رئيس تكتل بعلبك الهرمل النيابي وقوف حزب الله مع الحراك الشعبي في لبنان لأن ما يطالب به هو برنامج عمل الحزب ،محذّراً في الوقت نفسه من بعض السلبيات التي رافقت الحراك، وقال: “إن كل ما يرد في الحراك من مطالب إصلاحية واقتصادية واجتماعية وإدارية هي مطالب الحزب منذ سنوات”، وأضاف: “على الرغم من بعض السلبيات التي رافقت هذا الحراك أحياناً لم يكن لنا موقف سلبي منه وهذا موقف إيجابي لحزب الله ينبغي أن يحسب له حساب، ولكن كانت تمنياتنا بأن تتوقف هذه المظاهر حرصاً على الحراك”.
وفي حاصبيا يسود الهدوء التام وأصبحت كل الطرقات الفرعية والرئيسية بما فيها طريق الحاصباني البقاع سالكة أمام حركة السير، كما فتحت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها أمام الطلاب، وكذلك الدوائر والمؤسسات الحكومية، في حين ظلت المصارف مقفلة.
وسجّلت حركة لدوريات الجيش اللبناني وقوى الأمن بهدف الحفاظ على الهدوء والأمن، كما فتحت جميع الطرقات في العاصمة بيروت وضواحيها وكذلك المدارس، في حين لا تزال بعض الطرقات في طرابلس وزحلة البقاع الغربي مقطوعة.
وأشارت غرفة التحكم المروري إلى أن الجيش اللبناني فتح السير على أوتوستراد خلدة المطار ومحلة الأنفاق بالاتجاهين، وأصبحت كل الطرق في زغرتا ونطاق حلبا عكار جونيه سالكة باستثناء ساحة العبدة فهي مفتوحة بشكل جزئي.
وشهد العديد من المناطق اللبنانية منذ الـ17 من الشهر الماضي مظاهرات واعتصامات احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
إلى ذلك، جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التأكيد على ضرورة إيجاد حل سريع يخرج لبنان من الأوضاع المتأزمة التي يمر بها حالياً، محذّراً من “أن الأمور تزداد تعقيداً في لبنان وينذر استمرارها بمخاطر كبرى”.
وأعرب بري عن استيائه الشديد من بعض الجهات المصرفية، مشيراً إلى أنها “تفتعل الإضراب في المصارف وتعمل بشكل مريب على خنق الاقتصاد اللبناني”، وأضاف: “ضاع على المؤسسات الكثير من الوقت وكان يفترض في هذه الأيام أن نكون انتهينا من مشروع موازنة 2020 الموجودة في مجلس النواب لننطلق بعدها إلى تطبيق البنود الإصلاحية الملحة التي تمّ التوافق عليها والتي سيقر جزء كبير منها في الجلسة التشريعية المقررة الثلاثاء المقبل”.