نقابة المحامين تعقد مؤتمرها الانتخابي الرابع عشر الهلال: الشعب السوري يصنع واقعاً جديداً له ولأمته وللمنطقة
دمشق-بسام عمار:
عقدت نقابة المحامين، أمس في فندق الشام، مؤتمرها العام الانتخابي الرابع عشر، تحت شعار: “المحامون قادة ميدانيون لهم أدوارهم ومسؤوليتهم الجسيمة في حياة الشعب”.
وافتتح أعمال المؤتمر الأمين العام المساعد للحزب الرفيق المهندس هلال الهلال، الذي نقل للأعضاء، ومن خلالهم إلى المحامين في سورية، تحية قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، وتمنياته الطيبة لمؤتمرهم النجاح في أعماله، وتحيات قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وكوادره، والذي اتخذ من الشعب معلماً، ومن تطلعات الناس هدفاً، ومن مصالحهم مادة توجّه مساره وتحدّد أساليب عمله، وهو في هذا يعمل على تجنّب التجريد النظري والتفكير الشعاراتي معزّزاً التزامه بنهج أمينه العام، المستند إلى المبدئية الواقعية، والخطاب المحدّد، والممارسة ذات النتائج الملموسة.
وأضاف: إن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين للحركة التصحيحية، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، والتي أطلقت في سورية عملية بناء شامل على جميع الصعد، وصولاً إلى مرحلة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد, مشيراً إلى أن تطوّر بناء سورية المعاصرة, ودفاعها عن استقلالها وقضاياها القومية، جعل منها وطناً مميزاً في هذه المنطقة، وهو ما أغاظ أعداءها وأعداء العروبة فشنوا عليها هذه الحرب الإرهابية المتوحشّة، منوّهاً بأن سورية اليوم تتعرّض إلى ما لم يتعرض له وطن من قبل، من حيث حجم القوى المعادية وقدراتها التدميرية، حيث تستخدم كل أنواع الحروب الإرهابية والنظامية، والديبلوماسية والإعلامية، والاقتصادية والتجويعية والدعائية، ولم يبق سلاح لم يستخدموه قتلاً وتدميراً وتشريداً وزرعاً للفتن، إلا أن عزيمة الشعب الأسطورية جعلت من حروبهم خبط عشواء لا يمكن أن تحقق أهدافها في إخضاع سورية، مشدّداً على أن حماة الديار يكتبون دروساً متميزة في حماية الوطن، ويبدعون في وضع مناهج النصر، والمحامون في عملهم واهتماماتهم يتبعون المعنى نفسه، ويوجدون في الدائرة نفسها، لأن المحامين يدافعون عن الناس ويردّون الظلم عنهم، وحماة الديار يحمون الأرض والإنسان في الوقت نفسه.
وأشار الرفيق الأمين العام المساعد للحزب إلى أن خطاب الرئيس الأسد يجمع المعاني العميقة مع التعابير الواضحة، ويعرض جوهر الأحداث مع مظاهرها، ويدلّ على حقيقة الأحداث وفحواها، ويجمع بين الشفافية والتعابير الرشيقة، وهو مقنع ومفهوم من الجميع، من المثقف والباحث ومن الإنسان العادي أيضاً، ويتسم بالصدق والوضوح في التعبير، مبيناً أنه حديثه للإعلام الوطني، بشموليته ووضوحه، يجيب على كافة الأسئلة، ويقنع كل المتطلعين إلى معرفة حقائق الأمور ما خفي منها وما ظهر، واصفاً حديثه للإعلام الروسي بأنه صريح يتضمّن الإجابة على كل ما يطرحه الرأي العام المحلي والعربي والعالمي من تساؤلات، مؤكداً أن الصراحة فيه ارتقت إلى مستوى من الوضوح والثقة بالنفس، قل أن يتصف بها خطاب قائد في فترة السلام، فكيف في فترة الحرب، داعياً أعضاء المؤتمر للعودة إلى أحاديث السيد الرئيس ليجدوا فيها طرائق ربط الرؤى بالقواعد المنهجية، والمواقف والسياسات بالمبادئ، والتعبير عن قضايا معقدة بألفاظ واضحة وتعابير مفهومة.
وأكد الرفيق الهلال أن الشعب العربي السوري شعب عظيم، يصنع نصراً عظيماً وأن وطننا يمر في مرحلة حرجه وحاسمة، فيها من الفخار بقدر ما فيها من التحديات، ومن الإرادة والتصميم بقدر ما فيها من العقبات والقضايا الصعبة على جميع مستويات الحياة، منوّهاً إلى أن الارتقاء بالعمل والأداء، ارتقاءً نوعياً في جميع المجالات، لم يعد ضرباً من ضروب الرفاهية والطوعية، وإنما هو ضرورة حياتية ومطلباً من مطالب الوجود والاستمرار، وبالتالي يجب الارتقاء بالأداء إلى مستوى يتناسب وحجم تضحيات قواتنا المسلحة، وشعبنا وحكمة وشجاعة قائد الوطن، وهو واجب وطني قبل أن يكون واجباً مهنياً ينبغي الالتزام به في مجال العمل، مشيراً إلى أن المحامين هم رجال قانون وحق وعدالة، ويفهمون تماماً ما معنى رد الظلم وحماية الحقوق، وبالتالي هم الأقرب إلى فهم الواقع، والدفاع عن الحق، وحماية العدالة، وتابع: إن معيار نجاح المؤتمر هو مدى دعمه للأداء الوطني العام، منوّهاً بأن الشعب العربي السوري يصنع واقعاً جديداً له ولأمته ولمنطقته سيسهم في دفن نظام القطب الواحد إلى الأبد، وتطوير نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وتوازناً، مشدّداً على أن مسؤولية المحامين الوطنية لا تقل عن مسؤوليتهم المهنية، لاسيما وأنهم قطاع مهم وفاعل، وأن نجاح مؤتمرهم واختيار الأفضل لقيادة مسيرتهم النقابية هو إسهام نوعي في عملية ارتقاء الوطن وتقدّمه.
وأكد الرفيق الهلال أن سورية لن تفرّط بثوابتها الوطنية ولا بأية ذرة تراب، مقدّماً الشكر والتقدير لمحور المقاومة وللحلفاء الروس وللأصدقاء الذين دعموا سورية في مواجه هذه الحرب، متمنياً للمؤتمر النجاح في أعماله.
من جانبه، أكد وزير العدل القاضي هشام الشعار أن مسيرة العدالة في أي بلد تتطلب تكثيف الجهود بين القضاء والمحاماة من أجل إحقاق الحق وإنصاف المظلوم، وأنه لا يمكن للعلوم القانونية أن تتطوّر إلا إذا تكاتفت معارف القضاة والمحامين وتنوّعت أبحاثهم، منوّهاً بأهمية التنسيق والتعاون الدائم بين القضاة والمحامين لتذليل العقبات، والسعي المستمر لحل المشكلات، والوصول إلى واقع أفضل وعلاقة قانونية سوية تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
ورأى نقيب المحامين نزار اسكيف أن النقابة تمثّل حاضنة العقول القانونية المتنوعة والمتميزة في التشريع والعمل المهني والموقف الوطني والقومي الجريء في المحافل الوطنية والعربية والدولية، لأن المحامي السوري خلق حراً ويعشق الحرية ويدافع لإنصاف المظلومين.
حضر افتتاح المؤتمر الرفاق عمار ساعاتي وياسر الشوفي و هدى الحمصي أعضاء القيادة المركزية، ورئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس مجلس الدولة والنائب العام للجمهورية، وأمناء فروع الحزب بدمشق وريفها والجامعة، وحشد من المحامين.