معرض المقتنيات التشكيلية
أكسم طلاع
افتتح مساء أمس في صالة الشعب للفنون الجميلة معرض لبعض مقتنيات اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وقد ضم المعرض لوحات لعشرات التشكيليين السوريين الذين أثروا الحياة التشكيلية في سورية، وبعض هذه الأعمال تعرض للمرة الأولى أو أن الجمهور لم يشاهدها أو يسمع بأسماء بعض أصحابها، هذه الكنوز الفنية التي يملكها اتحاد الفنانين التشكيليين تعرض للمرة الأولى وستعرض مجموعة أخرى أيضا في القادم من الأيام، حرصا من الاتحاد على أن يطلع الجمهور وبالأخص طلبة الفنون الجميلة على هذه الأعمال التي تعود لسنوات بعيدة ولفنانين مهمين يعتبرون من العلامات في التشكيل السوري، وتحسب هذه التظاهرة لاتحاد الفنانين بانتقاله من الحيز النقابي التقليدي إلى الدور الثقافي الحقيقي لعائلة الفنانين التي تحرص على تقديم الفن السوري للناس والحفاظ عليه، وإخراج هذه النفائس من مستودعات الرطوبة والنسيان وأرشفتها بالصيغة الرقمية المطلوبة، حيث ستنشر هذه الأعمال على الموقع الالكتروني الخاص بالتشكيليين السوريين ومنها يتمكن المتابعون في العالم من معرفة المستوى الفني الصحيح للتشكيل السوري، والاطلاع على تاريخ الحركة التشكيلية العريقة ومن مصدرها الأم الموثوق، هذه المعرفة أضحت من الضرورة بمكان مفتوح على كل شيء، خاصة وأن عالم الميديا أضحى متاحا للجميع وخاصة أولئك الذين يستثمرون في هذا الفضاء طارحين منتجاتهم على أنها فنون سورية أو فنون الآن التشكيلي!؟. وهذه الذات التشكيلية المقطوعة عن جذورها والمسخ لا تعترف بهويتها بغية كسب المال أو صفة المعاصرة ورضى أصحاب كيس المال.. لهؤلاء نقول: تعالوا وانظروا وتعلموا من أولئك المبدعين الذين أسسوا وأرسوا دعائم التشكيل السوري العريق بحضاريته ورسالته.
والمأمول من الجهات الأخرى التي تمتلك مثل هذه المقتنيات وبالأخص وزارة الثقافة التي تغص مستودعاتها بأجمل الأعمال الفنية أن تستكمل ما بدأته منذ أربع سنوات حين عرضت مديرية الفنون مقتنياتها التي تعود لفترة الستينيات من القرن الماضي في دار الأوبرا وتبعته ببعض المعارض المتخصصة بفن الحفر “الغرافيك” وأعمال الأساتذة الرواد، وحسبي أن فضاء العرض الدائم متاح في أكثر من مكان وغير مقترن بموسم تشكيلي أو سواه، وإن افتقدنا ذلك المتحف العتيد المتخصص بالفن الحديث!.