الخامنئي: على المسؤولين تقليل انعكاسات رفع أسعار الوقود
دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، المسؤولين في البلاد إلى تقليل انعكاسات موضوع تقنين الوقود السلبية، وقال: إن رؤساء السلطات الثلاث اتخذوا قراراً مبنياً على رؤية مدروسة، وبالطبع يجب تطبيقه.. ولا شك بأن بعض الشرائح ستمتعض وتتضرّر، ويساورها القلق من القرار، ولكن من يقوم بأعمال التخريب وإحراق الممتلكات، إنما هم الأشرار وليس أبناء الشعب، وأشار إلى أن أعداء إيران، الذين لطالما دعموا أعداء الثورة وأعمال التخريب والشغب في البلاد، يفعلون ذلك الآن أيضاً، محذّراً من أن الاضطرابات يمكن أن تعزّز وتفاقم مشاكل أي بلد ومجتمع، وأي إنسان عاقل يحب بلده لا يلجأ لهذه الأساليب. ودعا الخامنئي المسؤولين في البلاد إلى تقليل الانعكاسات السلبية لقرار رفع أسعار الوقود على الشعب، مؤكداً أن اتخاذ مثل هذه الخطوة أمر ضروري لأن الغلاء يتسبب بمعاناة الشعب، كما دعاهم إلى أهمية توخي الحذر بالحفاظ على الأمن والقيام بواجباتهم، وأضاف: إن الشعب الإيراني، الذي طالما تعامل بفطنة وبصيرة مع مثل هذه الأحداث، عليه أن يبتعد هذه المرة أيضاً عن المخربين.
ووجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني للبدء بدفع المساعدات المعيشية للمواطنين، وأضاف: “إن الاعتراض هو “من حق الناس وأمر منفصل عن أعمال الشغب ويجب ألا نسمح بزعزعة أمن المواطنين”، وأكد أنه لم يكن أمام السلطات إلا ثلاثة خيارات إما زيادة الضرائب أو زيادة نسبة تصدير النفط أو زيادة أسعار البنزين “فاخترنا الخيار الثالث”. وتطرق إلى حجم انتاج البنزين في بلاده، وقال: إن هذه المادة ارتفع حجم إنتاجها إلى 107 مليون لتر يومياً حيث “نجحنا بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال”، مضيفاً: إن مبيعات طهران للنفط “تواجه قيوداً ولا يمكننا رفع الضرائب بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد”.
من جهته، ردّ المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الداعمة للاحتجاجات في إيران، وقال: إن الشعب الإيراني يعلم جيداً أن هذه المواقف التضامنية “المنافقة” ليست صادقة ومُحبة، وأكد أن الإيرانيون يدركون جيداً أن عمليات الشغب المدعومة من بومبيو وأمثاله لا تتلاءم مع نهج الشعب الإيراني، مشيراً إلى أن تصريحات بومبيو التضامنية تأتي في وقت يتعرض فيه شعب إيران إلى الإرهاب الاقتصادي الأميركي.
وفي السياق ذاته أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني أن المجلس أوعز إلى اللجنة الاقتصادية بعقد جلسات مع لجنة تنظيم السوق ومؤسسة التحري عن الجرائم الاقتصادية والسلطة القضائية لمعالجة مشاكل المواطنين عقب التعديلات على أسعار الوقود، مشدداً على ضرورة استتباب الأمن لتنظيم الأوضاع وتطبيق الإصلاحات.
وأوضح، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الشورى، أن هاجس المواطنين هو ألا يؤثر قرار رفع أسعار الوقود على أسعار السلع الأخرى، وحل مشاكلهم هو الهاجس الأهم أمام نواب المجلس، لافتاً إلى أنه سيتم عقد المزيد من الجلسات في اللجان البرلمانية لمتابعة المشاكل ومعالجتها، وهو ما يحتاج إلى الهدوء لإجراء الإصلاحات واتخاذ القرار الصائب.
إلى ذلك أكد الناطق باسم هيئة رئاسة مجلس الشورى أسد الله عباسي عقب انتهاء الجلسة غير العلنية أن مشروع قانون تقنين استهلاك الوقود يطابق المادة 176 من الدستور، وتمّ التصديق عليه في المجلس الأعلى للأمن القومي، فيما ذكر رئيس السلطة القضائية في إيران، إبراهيم رئيسي، أنه يجب تنفيذ قرار رفع سعر البنزين بعيداً عن التوتر، مضيفاً: يجب إزالة المشاكل المحتملة بعد قرار رفع سعر البنزين.
وفيما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي: إن المساعدات المعيشية التي ستقدّم من عائدات الزيادة المفروضة على أسعار المحروقات ستعطى على نحو مستمر ومنظم، أكد مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا أن المنتهزين في الداخل والخارج ارتكبوا خطأ استراتيجياً مرة أخرى، وجزم بعدم سماح طهران للإعلام المأجور بتحديد مصير البلاد.
مدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي أعلن أن الحكومة أكدت مراراً أن الاعتراض أمر عادي ومن حقوق المواطنين المسلّم بها، وأضاف: “علينا جميعاً أن نقف إلى جانب الشعب ونصغي لمطالبه ووجهات نظره”، فيما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ضلوع مجموعات مما تسمى منظمة “مجاهدي خلق” وأعداء الثورة في أعمال الشغب التي شهدتها المدن الإيرانية في اليومين الأخيرين.
وفي سياق متصل قالت وزارة الأمن الإيرانية في بيان: إنه تم تحديد هوية متزعمي العناصر المثيرة للشغب، وسيتمّ التعامل مع كل من يعرّض أمن المواطنين إلى الخطر بشكل حازم، وأكد البيان أن “أعداء إيران لن يجنوا شيئاً من تعويلهم على هذا الشغب سوى الخزي والعار كما أثبتت كل التجارب السابقة”، فيما لفت المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد أحمد نوريان إلى أنه لن يكون هناك أي تساهل مع العابثين بالأمن والنظام في البلاد، داعياً الشعب الإيراني لدعم قوى الأمن الداخلي في التصدي للعناصر الانتهازية والعميلة، والمساهمة في إقرار النظام والاستقرار.
في غضون ذلك أعلن مساعد محافظ أصفهان للشؤون السياسية والأمنية حيدر قاسمي عن عودة الهدوء إلى مدينة أصفهان وسط البلاد إثر احتجاجات رافقتها أعمال شغب خلال اليومين الأخيرين بعد الإعلان عن رفع أسعار البنزين.
إصابة عشرات الطلبة في اعتداء الاحتلال على وقفة في طولكرم
أصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين بجروح وبحالات اختناق، أمس، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على وقفة تضامنية مع الصحفي معاذ عمارنة في مدينة طولكرم بالضفة الغربية تندّد بجرائم الاحتلال بحق الصحفيين، وتطالب بوقفها.
وكان الصحفي معاذ عمارنة أصيب يوم الجمعة الماضي برصاص الاحتلال في عينه اليسرى، الأمر الذي تسبب باقتلاعها، وذلك أثناء تغطيته لاستيلاء قوات الاحتلال على أراضي بلدة صوريف شمال غرب مدينة الخليل.
وقمعت قوات الاحتلال وقفة سلمية نظّمها صحفيون فلسطينيون، أمس، في بيت لحم تضامناً مع الصحفي عمارنة.
وتحوّلت الوقفة التضامنية إلى مواجهات بعدما قامت قوات الاحتلال باستهداف المحتجين بالقنابل الغازية والصوتية لتفريقهم، ثم ملاحقتهم فرادى واعتقالهم والاعتداء عليهم.
وأصيب 15 صحفياً فلسطينياً جراء الاعتداء على الوقفة السلمية، التي رفع فيها الصحفيون المتضامنون صور زميلهم العمارنة، وندّدوا خلالها باستهداف قوات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب فلسطيني في مدينة القدس المحتلة، ما أدّى لاستشهاده.
كما أطلقت قوات الاحتلال، المتمركزة على أحد الحواجز غرب بلدة نزلة عيسى شمال طولكرم بالضفة الغربية، الرصاص على شاب فلسطيني، ما أدّى لإصابته في القدم.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب في الخليل وبلدة سلواد في رام الله، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفلان هما رامي راجي التايه “13 عاماً” وأمير إيهاب الزبيدي “14 عاماً” أصيبا عند مدخل مخيم الجلزون شمال رام الله بعد خروجهما من مدرستهما.
كما أصيب فلسطيني جراء اعتداء مستوطنين إسرائيليين عليه خلال اقتحامهم بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا البلدة، واعتدوا بالضرب على الفلسطيني أثناء قطفه ثمار الزيتون في أرضه، ما أدى إلى إصابته بجروح.
وفي مدينة القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين خلال قمعها وقفة احتجاجية بالقدس المحتلة للتنديد بالعدوان على قطاع غزة.
وفي طهران، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني استمرار دعم بلاده الشامل للمقاومة في مواجهة تهديدات الكيان الإسرائيلي، وقال، خلال استقباله نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم: “إن نظام الاستكبار العالمي يسعى في مرحلة ما بعد زوال تنظيم “داعش” الإرهابي بوصفه العنصر الرئيسي الذي كان يستخدم لزعزعة الاستقرار في المنطقة إلى افتعال أزمات جديدة داخل المنطقة”، مشدّداً على أن أمريكا فشلت في تنفيذ مخططات استهدف سورية كما فشل سياسات الحظر التي تمارسها ضد المقاومة اللبنانية.
ولفت شمخاني إلى أن استراتيجية إثارة الفوضى في لبنان والتي استخدمت للتعويض عن الهزائم في الساحات الأخرى باءت بالفشل نتيجة لوعي الشعب والمسؤولين والأحزاب والتيارات السياسية في هذا البلد.
وأشار شمخاني إلى الجرائم الإرهابية الأخيرة التي مارسها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، واصفاً هذه الممارسات بأنها خير دليل على ضرورة الاستمرار في مواجهة هذا الكيان.
من جانبه، أكد الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة في لبنان لن تسمح للكيان الإسرائيلي بتحقيق مآربه الخطرة في المنطقة، معرباً عن تقديره لما تقدمه إيران من دعم شامل للمقاومة في مختلف الساحات.