تويتر في عهد ابن سلمان.. أداة لقمع المعارضة
تعدّدت الأساليب وسياسات القمع التي يطبّقها النظام السعودي على شعبه، سواء بكم الأفواه أو ملاحقة المعارضين لسياساته، ولم يترك هذا النظام وسيلة قديمة أو حديثة إلا واستخدمها لتصفية كل من تجرّأ على انتقاده والكشف عن انتهاكاته، ووصل به الأمر إلى تحويل موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أداة للتعبير عن حرية الرأي إلى أخرى للقمع والاضطهاد.
هيومن رايتس ووتش، أكدت، في وقت سابق، أن النظام السعودي استخدم تقنيات المراقبة التجارية المتوفرة لقرصنة الحسابات الإلكترونية لمعارضي سياساته، وبعد أن كانت منصة تويتر منفذاً للكشف عن انتهاكات ابن سلمان وحملاته التعسفية بحق المعارضين له تحوّلت إلى كابوس الكتروني وطريقة جديدة لكم الأفواه.
نظام بني سعود لم يجد حرجاً باستغلال التكنولوجيا الحديثة لترهيب معارضيه، فقام بتجنيد أشخاص يعملون لدى شركة تويتر للتجسس على معارضين وجّهوا انتقادات له عبر منصة التواصل الاجتماعي هذه، ليحوّل، بحسب ما رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، ما يستخدم بأداة نافعة للتعبير عن آراء الأشخاص الذين يتم اضطهادهم إلى أداة للاضطهاد.
وزارة العدل الأمريكية كشفت الأسبوع الماضي أن محكمة فيدرالية في ولاية سان فرانسيسكو وجّهت اتهامات لموظفين اثنين سابقين في تويتر، إضافة إلى رجل آخر، من جنسيات سعودية وأمريكية، بالتجسس على مستخدمين للموقع انتقدوا نظام بني سعود.
ووفق لائحة الاتهام فإن الأشخاص الثلاثة كانوا ينفذون توجيهات مسؤول بالنظام السعودي، لم تكشف هويته، يعمل لحساب شخص أطلق عليه المحققون تسمية “عضو العائلة المالكة1”.
بدوره قال النائب العام الأميركي ديفيد أندرسون: “إن الشكوى الجنائية تتهم عناصر سعوديين بالعبث بالأنظمة الداخلية لتويتر من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي تويتر”.
ووفق العديد من المنظمات الحقوقية يحمل النظام السعودي سجلاً أسود فى مجال حقوق الإنسان، حيث يستمر بحملات الاعتقال التعسفية والمحاكمات والإدانات للمعارضين، ويواصل سجن عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء لفترات طويلة جراء انتقادهم هذه السلطات والمطالبة بإصلاحات.
وأشارت واشنطن بوست في هذا السياق إلى أن النظام السعودي يستخدم موقع تويتر لتلميع صفحته من جهة، وقمع المعارضين له وملاحقتهم وتشويه سمعتهم من جهة أخرى.
الصحيفة الأمريكية تحدثت عن الناشط السعودي عمر عبد العزيز، الذي يقيم في كندا، وكان واحداً من بين أكثر من 30 ناشطاً سعودياً آخر تعرّضوا لابتزاز النظام السعودي باستخدام مواد سرقت من هواتفهم المحمولة بعد اختراقها بنظام تجسس صنعته شركة إسرائيلية اسمها “إن اس او غروب”، مشيرة إلى أن عمليات الابتزاز هذه كانت رداً على انتقادهم النظام السعودي عبر تويتر.
عمليات القمع والانتهاكات لدى النظام السعودي تزايدت بشكل واضح، بحسب توثيق منظمات حقوقية عالمية، أبرزها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، وخاصة منذ وصول ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إلى الحكم، حيث اتسعت عمليات الاعتقال والتعذيب التي تستهدف طيفاً واسعاً من المجتمع السعودي، بمن فيهم المثقفون ورجال الدين والنشطاء الحقوقيون، إضافة إلى رجال أعمال بارزين وناشطات يدافعن عن حقوق المرأة تجرؤوا على انتقاد سياسات النظام السعودي.