علاقة الأمير أندرو مع إبشتاين تلقي بظلالها على الحملة الانتخابية في بريطانيا
في انتخابات تعدّ مصيرية في تاريخ بريطانيا، خاصةً أنها ستحدّد مسار علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، وقد تشهد البلاد تفككاً من خلالها، في حال وافق الاسكتلنديون على الانفصال عن المملكة، تستعد الأحزاب البريطانية للإعلان عن برامجها الانتخابية الأسبوع المقبل. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدّم حزب المحافظين على حزب العمال بـ17 نقطة، فيما فجّرت المقابلة، التي تحدث فيها الأمير أندرو، دوق يورك، لأول مرة عن علاقاته مع الملياردير الأمريكي الراحل، جيفري إبشتاين، الرأي العام في بريطانيا، وألحقت ضرراً ملموساً بالعائلة الملكية، وأثارت فضيحة جديدة ألقت بظلالها على الحملة الانتخابية في المملكة المتحدة.
ويتواجه في هذه الانتخابات كل من: المحافظ بوريس جونسون والمعارض جيرمي كورين، حيث يركّز جونسون على “بريكست” والمشاكل الاقتصادية، في حين يعد كوربن بانترنت مجاني للبريطانيين، وبصرف المزيد من الأموال على القطاع الصحي.
وطمأن جونسون، وهو رئيس الحكومة، والمستمر بحملته الانتخابية، الناخبين بأن حزبه، سيقود البلاد خارج الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت، مركّزاً على الهواجس الاقتصادية للمواطنين.
وقد انعكس تركيزه على مسألة “بريكست” على صفحته الخاصة على “تويتر”، حيث يستمر بالتغريد حول ضرورة إتمام الخروج من الاتحاد دون تأخير، وأنه يجب أن نكون إيجابيين أكثر حول بريطانيا وما بإمكاننا فعله، مؤكداً أنه يريد أن إنجاز بريكست، وإطلاق العنان لإمكانات هذا البلد العظيم.
وحسم زعيم الحزب المعارض كوربن خياره بشأن عرض صفقة بريكست على الاستفتاء الشعبي، مؤكداً أنه لن يبيع السلاح إلى النظام السعودي في حال وصوله إلى السلطة، معتبراً في تغريدة له على “تويتر” أن هذه الانتخابات العامة هي فرصة تأتي مرة واحدة في الجيل، لإحداث تغيير حقيقي في مجتمعنا بالنسبة للكثيرين، وليس القلة.
ويستعد كل من جونسون وكورين للتواجه في مناظرة انتخابية الأسبوع المقبل، من المرجّح أن يطرح خلالها رئيس الوزراء ورقة المهاجرين وسبل الحد من قدومهم إلى بريطانيا.
يأتي ذلك فيما فجّرت المقابلة التي تحدث فيها الأمير أندرو، دوق يورك، لأول مرة عن علاقاته مع الملياردير الأمريكي الراحل، جيفري إبشتاين، الرأي العام في بريطانيا، وألحقت ضرراً ملموساً بالعائلة الملكية.
ووافق الطفل الثالث للملكة إليزابيث الثانية على كسر صمته عن صداقته مع إبشتاين، المتهم بالتحرش بالقاصرات والاتجار بخدماتهن الجنسية، وعن الاتهامات التي يواجهها شخصياً في القضية المدوية، في خطوة كان الهدف منها على ما يبدو حماية نفسه من موجه الانتقادات والهجمات التي تستهدفه لسنوات، غير أن التوضيحات التي قدّمها لم ترض الرأي العام ووسائل الإعلام، وأثارت فضيحة جديدة ألقت بظلالها على الحملة الانتخابية في المملكة المتحدة.
ووصف محللون في أكبر وسائل الإعلام البريطانية والأجنبية المقابلة بـ “الكارثة”، وأشارت وكالة “بلومبرغ” إلى أن المقابلة ألحقت أكبر ضرر بسمعة العائلة الملكية منذ وفاة الأميرة ديانا.
وأكدت “بي بي سي” أن المقابلة طرحت “تساؤلات أكثر من إجابات”، وقال مراسل الشبكة الخاص بالشؤون الملكية، جوني دايموند: إن الأمير أندرو تصرّف فيها بأسوأ طريقة ممكنة، وأضاع فرصة لتبرئة ساحته وإنقاذ سمعته.
من جانبها، نقلت صحيفة “غارديان” عن أحد أبرز المحامين البريطانيين، مارك ستيفنز، وصفه المقابلة بأنها كانت “خطأ كارثياً”، موضحاً أن أندرو ترك كثيراً من الأسئلة دون إجابات، وخسر الحصانة التي كان يتمتع بها كشخصية خاصة وشاهد في القضية.
وأثارت بعض تصريحات الأمير في المقابلة موجات غضب في مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت عناوين وسائل الإعلام، بما فيها قوله: إنه اعتبر منزل إبشتاين في نيويورك “مكاناً ملائماً للنزول”، بعد وقت قصير من الإفراج عن الملياردير المتهم بالتحرش بالقاصرات عام 2010.
كما لم يصدّق الرأي العام البريطاني ادعاء الأمير بأنه كان مع ابنته الأميرة بياتريس في حفلة للأطفال، في 10 آذار عام 2001، وأشار المغردون ووسائل الإعلام إلى أن الأمير أندرو فشل في تقديم أي توضيحات مقنعة بشأن تذكره بالضبط لما فعله في ذلك اليوم.
وهاجم الرأي العام الأمير أندرو لعدم إبدائه أي تضامن مع ضحايا إبشتاين، وقوله إنه “لا يندم على صداقته مع الملياردير لأنه تعلّم منه كثيراً عن التجارة والأعمال”.
وأشارت وكالة “رويترز” إلى أن الفضيحة الجديدة التي أثارتها مقابلة الأمير أندرو، دفعت إلى المقام الثاني الخطابين الانتخابيين لجونسون وكوربين.