عودة المنتخب
حصد منتخبنا الوطني بكرة القدم الكثير من الفوائد من فوزه على نظيره الصيني إن كان لناحية اقترابه من التأهل أو انفراده بصدارة المجموعة في التصفيات المونديالية الآسيوية، لكن المكسب الأكبر بكل تأكيد هو عودة المنتخب لواجهة المشهد الرياضي بعد فترة من الغياب تحت تأثير النتائج السلبية.
المنتخب الذي شكّل في التصفيات الماضية حالة وطنية فريدة لم يعد مقبولاً أن يكون بعيداً عن الأضواء بما يبعثه من حالة فرح عن كل انتصار، فمن شاهد ردة الفعل بعد مباراة الخميس يدرك مدى تأثير المنتخب ونتائجه على المزاج العام، وقدرته على بث روح التفاؤل.
المنتخب سيكون اليوم أمام اختبار جديد في مواجهة نظيره الفيلبيني، والأعين ستكون مفتوحة على ما سيقدمه لاعبونا في المستطيل الأخضر، مع كمية الاهتمام الجماهيري المتزايد الذي بات يراهن على قدرة المنتخب على الوصول للمونديال، وربما يكون الفوز اليوم هو نقطة الانطلاق.
فنياً منتخبنا أقنع وتجاوز أقلام المنتقدين غير الموضوعيين، وخاصة تجاه جهازه الفني الذي قاده حتى الآن بثقة واقتدار إلى سلسلة من الانتصارات، ومعنوياً استعاد لاعبونا الروح القتالية التي كانت ميزتهم دائماً، ومنحتهم سلاحاً إضافياً في مواجهة المنتخبات التي تتفوق عليه فنياً.
لكن أكبر مشكلة ستبقى تواجه المنتخب هي كثرة المنظرين والمثبطين الذين ينبرون عقب كل مباراة لتحليل الأداء، ومتابعة السلبيات، والتجريح باللاعبين والمدربين، والتقليل منهم عند الفوز، والاستهانة بهم عند التعثر، وهؤلاء لا يدري أحد ما هو هدفهم الخفي من هذه التصرفات.
وبعيداً عن حسابات النتائج والانتقاد فإن الواجب المحتم أن يقف الجميع خلف المنتخب، فيكفي أنه تجاوز كل الصعوبات، وتفوق على منافسين يتفوقون عليه بالإمكانيات، وذلك بالاعتماد على الإرادة والرغبة والغيرة على قميص المنتخب.
مؤيد البش