إيران تتهم أمريكا: سنتصدّى بحزم لمثيري الشغب
تعهّد الحرس الثوري الإيراني بالتعاطي بحزم مع أي أعمال فوضى مخلة بأمن الشعب إذا اقتضت الحاجة، فيما ندّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المؤيدة والداعمة لمثيري الشغب في إيران، مؤكداً أنها تفضح سلوكه المخادع والمنافق تجاه الشعب الإيراني، وقال أمام الجلسة المفتوحة لمجلس الشورى: إن هذه الدسيسة تتضح أكثر خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي حمايته العلنية والمثيرة للاشمئزاز لأعمال الشغب وحرق ممتلكات الناس، والذي يعتبره دفاعاً عن الشعب الإيراني، ما يفضح سلوكه المخادع والمنافق تجاه هذا الشعب.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن نحو 80 بالمئة من المشكلات التي أدت إلى خروج المحتجين تمّ حلها، بينما يتم العمل على حلها جميعاً في غضون اليومين المقبلين، وأضاف: إن الحكومة الإيرانية تعتبر الاحتجاج من حق الشعب، لكن أعمال الشغب تختلف عن الاحتجاج، وعلى المواطنين النأي بأنفسهم عن صفوف المشاغبين، لافتاً إلى أنه طبقاً للتقارير قام مثيرو الشغب في بعض المدن باستخدام الأسلحة النارية، وأشار إلى استشهاد وإصابة عدد من أفراد قوى الأمن الداخلي خلال الاعتداءات التي وقعت في أحداث الشغب خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن سلوك مثيري الشغب يتطابق مع الإرهابيين، حيث إن البعض يرتدي الأقنعة، ويمارس العنف بمهنية، لافتاً إلى وجود حاجة لإصلاحات اقتصادية في إيران بوجود حظر أو دونه، وتابع: إن أحد أهداف خطة تعديل سعر البنزين السعي لتطبيق العدالة الاجتماعية أو على الأقل التحرك بهذا الاتجاه.
في السياق ذاته، أعلن الحرس الثوري الإيراني إلقاء القبض على عنصرين اثنين من المحرضين الرئيسيين على أعمال الشغب والفوضى في مدينة شيراز مركز محافظة فارس جنوب إيران، وقالت استخبارات فيلق فجر التابع للحرس الثوري في المحافظة: إن العنصرين كلّفا بتحريض المواطنين على الاعتداء على مؤسسات الدولة، وتخريب الممتلكات العامة، وإعداد أشرطة فيديو عنها، وإرسالها إلى مسؤوليهما في الخارج لقاء حصولهما على إقامة في دولة غربية وعلى المال، مضيفاً: إن العنصرين كلّفا أيضاً بالتحريض على إضرام النيران في مراكز وسيارات الشرطة وتخريب المباني الحكومية ومحطات الوقود.
كما أعلن الحرس الثوري أنه سيتصدّى لجميع أنواع الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار داخل البلاد، واتهم الولايات المتحدة ووسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني بالوقوف وراء الاضطرابات، واعتبر في بيان أن الحفاظ على أمن البلاد وهدوء واستقرار المجتمع “واجب شرعي وقانوني، من خلال التعاون مع باقي القوات المسلحة والأمنية”. وأعرب الحرس الثوري عن شكره لأبناء الشعب “لوعيهم وذكائهم في تشخيص مؤامرات الأعداء والتمييز بين المطالبات الشعبية وأعمال الشغب والعنف”، مؤكداً أنه سيتصدّى لكافة الإجراءات المخلّة بالأمن والاستقرار العامين.
من جانبه، أعلن وزير الصناعة والتجارة الإيراني، رضا رحماني، أن رفع سعر البنزين لا يعني أبداً رفع سعر جميع البضائع، وشدد، عقب اجتماع مركز تنظيم السوق، على ضرورة مساهمة جميع المنتجين في ضبط أسعار السوق، مضيفاً: إن الرقابة ستتعامل بحزم مع أي مخالفة في الأسعار.
في الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه من غير المستبعد أن تكون قوى خارجية متورطة فيما شهدته مدن إيرانية من أعمال شغب وفوضى، وأوضح مدير قسم شؤون آسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف أن الوضع المتوتر ورفع أسعار البنزين، إضافة إلى أعمال قوى خارجية أدت كلها إلى ما تشهده بعض المدن الإيرانية.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أكد أمس الأول ضلوع مجموعات مما تسمى منظمة “مجاهدي خلق” وأعداء الثورة في أعمال الشغب التي شهدتها المدن الإيرانية مؤخراً.