بكين تطالب واشنطن بـ”الكف عن استعراض العضلات”
طالبت وزارة الدفاع الصينية العسكريين الأمريكيين بـ “التوقّف عن استعراض العضلات” في بحر الصين الجنوبي، وتجنّب إضافة شكوك جديدة بشأن تايوان.
وأكد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، للصحفيين في بانكوك، أن ملف بحر الصين الجنوبي كان بين المواضيع المطروحة، أمس، على أجندة أول لقاء شخصي بين وزيري دفاع الصين والولايات المتحدة، وي فنغ خه، ومارك إسبر، في العاصمة التايلاندية، وذكر أن اللقاء بين الوزيرين، والذي استغرق نحو نصف ساعة، كان “إيجابياً وبنّاء، وشهد توافقاً بين الطرفين في مجالات مختلفة”، معرباً في الوقت نفسه عن “معارضة بكين الشديدة لتواجد القوات البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي”.
وجدّد المتحدث تصميم الصين على “حماية سيادة أراضيها وضمان حقوقها ومصالحها البحرية” في المنطقة، مضيفاً: “الجانب الصيني حثّ الولايات المتحدة على الكف عن استعراض العضلات في بحر الصين الجنوبي والامتناع عن استفزازات وتصعيد التوتر هناك”، موضحاً أنه على واشنطن “التوقّف عن التدخل في بحر الصين الجنوبي ووقف الاستفزازات العسكرية”. وأوضح وو أن وزير الدفاع الصيني أبلغ نظيره الأمريكي بأن بكين “لن تتسامح مع أي محاولة لدعم استقلال تايوان، وأنها تعارض أي اتصال رسمي أو عسكري مع تايبه”، مطالباً الجانب الأمريكي أن يتعامل بحذر مع قضية تايوان، وألا يضيف شكوكاً جديدة إليها.
من جانبه، أعلن إسبر للصحفيين عقب اللقاء أن الطرفين اتفقا على استمرار التواصل والتفاوض بغية مواصلة إحراز تقدّم في مسائل مختلفة.
وفي السياق نفسه، اعتبرت الصين أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ينتهج إيديولوجية الحرب الباردة التي “لا تزال مشتعلة في قلبه”، رغم انتهائها منذ 30 عاماً، مما يضر بالعلاقات بين البلدين، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، في مؤتمر صحفي عقده، تعليقاً على التصريحات الأخيرة بشأن بلاده من قبل بومبيو: “ملاحظاته مليئة بالصور النمطية الإيديولوجية وجهل تاريخ الصين والأوضاع الحالية فيها. والشائعات التي ينشرها لا تستحق أي انتقادات وتنهار في وجه الحقائق”.
وتابع المسؤول الصيني: “أود فقط أن أشير إلى أن الحرب الباردة انتهت قبل 30 عاماً، لكن الحرب الباردة في قلب السيد بومبيو لم تنته بعد. إنه لا يرى التطوّر في العالم، ولا يسمع صوت الشعوب ولا يشعر بسير الزمن”، وأعرب عن أمل الصين في أن “يتخلى بومبيو عن مفاهيم الحرب الباردة وأن ينظر بموضوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين دون تأجيج الميول المعادية للصين”.
ومؤخراً، زعم بومبيو أن السلطات الصينية تشن هجمات إلكترونية على الناتو وتقوّض “أمن الاتصالات” الخاص بالحلف، الذي دعاه إلى أن يتغيّر ويتكيف مع “التهديدات الجديدة”.
وكان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ قال في شهر آب الماضي: إن الوضع في بحر الصين الجنوبي لا يزال مستقراً، ويتحسّن بتضافر الجهود بين بكين ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا، داعياً الغرب إلى النظر في هذه المسألة بشكل موضوعي.
يأتي ذلك فيما قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيانغ: “إن الحكومة الصينية تدافع بقوة عن سيادتها وسلامتها ومصالح التطوير فيها”، مشددة على أن شؤون تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ هي شؤون داخلية صينية محضة، وأن الصين لن تسمح أبداً لأي قوى خارجية بالتدخل، وتابعت: “ننصح بعض الأميركيين بأن يلقوا نظرة جيدة على أنفسهم في المرآة ويقروا بمشكلاتهم الداخلية ويديروا شؤونهم ويتوقّفوا عن الحديث بكلام فارغ عن العالم ويبتعدوا عن الخدع التي لا تنفع أحداً، وذلك بأسرع وقت ممكن”.
وأعربت المتحدّثة الصينية عن معارضة بلادها القوية وسخطها إزاء خطاب نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، الذي يشوّه عمداً النظام الاجتماعي في الصين وحقوق الإنسان والظروف الدينية، وينتقد بشكل سافر سياسات الصين الداخلية والخارجية.
وكان بينس زعم بأن الصين “تضيّق على الحقوق والحريات” في هونغ كونغ، وأن الولايات المتحدة تقف مع المحتجين هناك.