ذاكرة لا تموت
يقول عاصي الرّحباني في أحد الحوارات الإذاعية: إن فيروز لا تنسى الإساءات أبداً مهما كانت صغيرة، فقبل زواجها منذ 20 عام، وفي إحدى المرات تأخر عاصي عليها بعد أن طلب منها أن تنتظره ليذهبا معاً للتسجيل، وللصّدفة أمطرت يوم إذ، وكانت فيروز قد انتظرته طويلاً تحت المطر، وبسبب ذاكرة فيروز التي لا تموت ظلت 20 عاماً تُذكِّر الرحباني في كل مناسبة أنها جاءت للموعد وانتظرته كثيراً وتبللت بماء المطر، فقرر الرحباني كتابة كلمات هذه الأغنية وتقديمها كاعتذار واضح لارتكابه خطأ بحق العاشقة التي لم ولن تنسى .. “بأيام البرد وأيام الشتي/والرصيف بحيرة والشارع غريق/تجي هاك البنت من بيتها العتيق/ويقلا انطريني وتنطر ع الطريق/ويروح وينساها وتدبل بالشتي”.
السيدة فيروز لا تنسى أبداً، ونحن أيضاً لا يمكن أن ننساها، فلا صباحات لنا ولا مساء من دونها، فكيف نعايدها اليوم، وهي تصنع على مدار النهار عيداً؟ هي “جارة القمر” و”رسولتنا إلى النجوم” حيناً، تعود كل صباح مع قطرات الندى وزقزقة العصافير، وأشعة الشمس الأولى.