مذكرة تعاون بين “البعث” و”الشيوعي الصيني” الهلال: الانفتاح على الأحزاب الصديقة.. وتعزيز العلاقات بين الشعوب
بكين-البعث:
وقّع حزب البعث العربي الاشتراكي مذكرة تعاون مع الحزب الشيوعي الصيني، أكدا فيها أن التبادل والتعاون بين الحزبين ينهض بدور حيوي في مجال تعزيز العلاقات متعدّدة الجوانب بين البلدين، ويسهم في الاستفادة المتبادلة من تجارب الجانبين في بناء وتنمية بلديهما، والتوجّه نحو تعزيز السلام والاستقرار في العالم، بالإضافة إلى سعي الحزبين لدعم جمعية الصداقة وتطوير دورها، والإسهام في تعزيز التفاهم بين الشعبين، وتبادل الخبرات الثقافية والإعلامية، وتطوير مراكز البحوث والدراسات التابعة لكل منهما.
وأكد الأمين العام المساعد للحزب الرفيق المهندس هلال الهلال بعد توقيع المذكرة أنها تندرج ضمن خطة قيادة الحزب بالانفتاح على الأحزاب الصديقة كافة، والسعي لتعزيز علاقات الصداقة مع الدول والشعوب التي وقفت إلى جانب سورية في المعركة ضد الإرهاب، منوهاً بأن الحزب الشيوعي الصيني، وخلال سنوات الحرب، لم يتوقّف عن دعم سورية وبقي مستمراً بتبادل زيادة الكوادر القيادية معها.
والتقى الرفيق هلال وزير العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سونغ تاو، حيث بحث الجانبان العلاقات بين الحزبين وسبل تفعيلها وتعزيزها، لما فيه مصلحة شعبي البلدين الصديقين.
وأكد الرفيق الهلال عمق العلاقات بين شعبي البلدين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية منذ عشرات السنين، وليست وليدة اللحظة، وكانت سورية من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، منوّهاً بأهمية التعاون والتنسيق المشترك بين الحزبين بما يعود بالنفع على كلا البلدين الصديقين، في ظل مرحلة إعادة إعمار وبناء ما دمّرته العصابات الإرهابية في سورية، وخاصة بعد المبادرة الاستراتيجية التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد من أجل التوجّه نحو الشرق، والتي تتوافق مع مبادرة “الطريق والحزام”، التي طرحتها القيادة الصينية في العام 2013، مشيراً إلى أن سورية تقدّر عالياً الدعم الصيني والمواقف التي عبّرت عنها جمهورية الصين الشعبية الصديقة خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية.
وقدّم الرفيق الهلال شرحاً عن الواقع التنظيمي للحزب، واجتماعات اللجنة المركزية، والنقاط الهامة والمفصلية التي وضعها الرفيق الأمين العام للحزب الرفيق بشار الأسد، والتي تركّز بشكل كبير على الجانب الفكري والاجتماعي والتنظيمي، وشدّد على أن سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، مستمرة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، بمختلف أشكالها ومسمياتها، حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية من رجس الإرهاب التكفيري، وإعادة الأمن والاستقرار إليها، رغم دعم الاحتلالين التركي والأمريكي له،
من جانبه أشار سونغ تاو إلى رغبة الحزب الشيوعي الصيني بتطوير العلاقات الاستراتيجية التاريخية المميّزة مع “البعث”، والتي شكّلت قيمة مضافة في العلاقات بين البلدين، منوّهاً بالدور الهام الذي لعبه البعثيون في حماية سورية من الإرهاب الإرهابيين، القادمين من كل دول العالم لينشروا الأفكار المتطرّفة والتكفيرية، وأضاف إن موقف بلاده، ومنذ بداية الحرب على سورية، كان واضحاً ولم ولن يتغيّر، مشيراً إلى رغبة بلاده في المشاركة بإعادة الإعمار في سورية.
كما زار الرفيق الهلال ووفد الحزب القاعة التذكارية للزعيم الراحل ماو تسي تونغ، ووضع إكليلاً من الزهور على الضريح، إضافة لزيارة منصة تيانانمين..
وزار وفد الحزب، برئاسة الرفيق الهلال، مدرسة الإعداد الحزبي في بكين، التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وبحث مع الكادر الإداري سبل تعزيز التعاون في المجال الثقافي بين الحزبين، وسبل تطوير العلاقات الفكرية.
وأشار الرفيق الهلال خلال الحوار إلى أهمية الفكر والثقافة في إعداد كوادر حزبية قادرة على تحمّل المسؤولية، وضرورة اطلاع هذه الكوادر واستفادتها من تجارب الأحزاب الأخرى، ولفت إلى أن الحزب الشيوعي الصيني كان من الأحزاب الرائدة في مجال الإعداد والفكر، وأن هذا الصرح الحزبي الذي خرّج الكثير من قادة الدولة الصينية هو أهم دليل على ذلك.
وفي ختام حديثه شدّد الرفيق الهلال على ضرورة تعزيز التعاون بين مدرستي الإعداد في الحزبين ليرتقي إلى تطلعات الرفيق الأمين العام للحزب بشار الأسد والرفيق شي جين بينغ رئيس دولة الصين الشعبية في بناء عالم أكثر عدالة وأمناً، ومواجهة السياسات العدوانية والتدخلية لبعض الدول.
من جانبه قدّم مدير مدرسة الإعداد الحزبي شرحاً مفصّلاً عن تاريخ المدرسة، وآلية عملها والطرق الحديثة المتبعة في تطوير الأفكار وتعزيز فكر الحزب، مشيراً إلى رغبة الحزب الشيوعي الصيني في تعزيز العمل مع مدرسة الإعداد المركزية في سورية، والعمل على تبادل الكوادر للحصول على المنفعة المتبادلة للجانبين.
ومن ثم قدّم الكادر الإداري في المدرسة وعدد من المتخصصين المشاركين في جلسة الحوار بعض الأفكار التي من شأنها تطوير مدارس الإعداد الحزبي في كلا البدين.
حضر توقيع الاتفاق، وشارك في اللقاءات الرفيقان ياسر الشوفي وعمار السباعي عضوا القيادة المركزية للحزب.
وكان وفد قيادة الحزب وصل بكين تلبية لدعوة من الحزب الشيوعي الصيني.