5 دول أوروبية تنتقد موقف واشنطن.. ولوكسمبورغ تدعو للاعتراف بفلسطين
لم تتوقف الإدانات لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على المستويين العربي والدولي، حيث انتقد الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي بشدة موقف الإدارة الأمريكية إزاء المستوطنات، ودعت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا في بيان مشترك، تلاه نائب المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة يورغن شولتز، كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف عمليات الاستيطان، مؤكدين أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي. وأشار البيان إلى أن عمليات الاستيطان الإسرائيلية تقوّض أي إمكانية للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، معرباً عن قلق الدول الخمس حيال الدعوات الإسرائيلية إلى ضم مناطق في الضفة الغربية.
بدوره، أعرب نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط عن أسفه إزاء الإعلان الأمريكي، مجدّداً التأكيد على موقف الأمم المتحدة من أن المستوطنات غير شرعية، وتشكّل بموجب قرار مجلس الأمن الصادر في كانون الأول عام 2016 انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
إلى ذلك، دعا وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين، وذلك ردّاً على إعلان الولايات المتحدة اعترافها بـ “شرعية المستوطنات الإسرائيلية” في الضفة الغربية المحتلة.
وأقر البرلمان الأوروبي تشريعاً في 2014 يؤيد إقامة دولة فلسطينية من حيث المبدأ، وكان ذلك التحرك بمثابة تسوية جرى التوصل إليها بعدما سعى المشرعون اليساريون إلى حثّ دول الاتحاد الأوروبي الـ28 على الاعتراف بفلسطين دون شروط.
وتعترف أكثر من 135 دولة بدولة فلسطين، بما فيها روسيا والصين وعدد من بلدان شرق أوروبا والدول العربية والإسلامية.
ويضع هذا التحوّل الولايات المتحدة في مواجهة مع الأسرة الدوليّة بكاملها.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الحكومة الفلسطينية ستتجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة بومبيو، محمّلاً إيّاه المسؤولية المباشرة عن تبعات وانعكاسات إعلانه الخطير بشأن شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة وعدم مخالفتها القانون الدولي.
بدورها، أدانت إيران بشدّة إعلان بومبيو على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها عباس موسوي الذي قال: “إن هذا الإعلان يؤكد مرة أخرى شراكة أمريكا مع الصهاينة في احتلال الأراضي الفلسطينية وجرائم هذا الكيان في فلسطين والمنطقة”، مؤكداً أن ممارسات الأمريكيين وتصريحاتهم بشأن الوضع في فلسطين المحتلة تشكّل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
كما شددت جمهورية التشيك، على لسان المتحدّثة باسم الخارجية زوزانا شتيخوفا، على أن موقف تشيكيا لم يتغيّر من وضع المستوطنات، موضحةً أن براغ ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة وبالموقف المشترك للاتحاد الأوروبي، وقالت: “موقف الولايات المتحدة بعدم اعتبار هذه المستوطنات غير شرعية لن يكون له أي تأثير على موقف التشيك وبراغ تحترم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
من جهته، وصف رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب الموقف الأمريكي بـ”المثير للسخرية”، مشيراً إلى أن هذا الموقف لا يمكن أن يغيّر قرارات سارية المفعول صادرة عن الأمم المتحدة.
وكان بومبيو أعلن أن الإدارة الأمريكية لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية متعارضة مع القانون الدولي، متجاهلاً بذلك كل القرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال الخليل وبيت لحم والقدس المحتلة بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت تسعة فلسطينيين بينهم محافظ القدس عدنان غيث بعد اقتحام منزله في بلدة سلوان.
وتعليقاً على الوضع الصحي الحرج للأسير المريض سامي أبو دياك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير الذي يعاني خطر الموت.
وأوضحت الخارجية أن الأسير أبو دياك “37 عاماً” الذي يقبع في معتقلات الاحتلال منذ 17 عاماً مصاب بسرطان الأمعاء، وتدهورت حالته نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّدة التي أدّت إلى حدوث فشل كلوي ورئوي حاد، ما زاد من سوء وضعه.
وأشارت الخارجية إلى تصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال بحق نحو ستة آلاف أسير في معتقلاتها، بينهم 700 أسير يعانون أمراضاً مزمنة، داعيةً الجهات الدولية إلى العمل على كشف وفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى ومحاسبة مرتكبيها.
في سياق منفصل، أكدت حركة فتح أن إغلاق سلطات الاحتلال مؤسسات تعليمية وإعلامية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة خرق فاضح لقرارات الشرعية الدولية.
وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي: “إن إغلاق الاحتلال مؤسسات فلسطينية في القدس المحتلة وعمليات التطهير العرقي والتهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون وتسريع وتيرة هدم منازلهم والاستيلاء على أراضيهم تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني”، وشدد على أن الشعب الفلسطيني سيفشل كل المؤامرات الهادفة إلى تصفية قضيته عبر تشبثه بأرضه وتمسكه بحقوقه.