الاحتلال يكثّف اعتداءاته على الأطفال الفلسطينيين
مستغلةً الانحياز الأمريكي الأعمى لها، تصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها بحق الفلسطينيين، وتستهدف بشكل خاص الأطفال، فقد اقتحمت بلدة خربة قلقس جنوب الخليل بالضفة الغربية، واعتقلت ثلاثة أطفال فلسطينيين بعد خروجهم من مدرستهم.
وكان رضيع فلسطيني أصيب بحجر في رأسه خلال اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين ومنازلهم في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وقالت مصادر محلية: إن أعداداً كبيرة من المستوطنين هاجمت منزل المواطن عماد أبو شمسية في حي تل الرميدة، ما تسبّب بإصابة حفيده الرضيع محمد حسن طنينة (عام ونصف)، بحجر في رأسه تسبّب بنزيف نقل على إثره لتلقي العلاج في مستشفى الخليل الحكومي، ووصفت مصادر طبية حالة الطفل المصاب بالمتوسطة.
إلى ذلك أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن سلطات الاحتلال صعّدت بشكل كبير من اعتقال الأطفال، قائلة: إن هذا الاستهداف يأتي بشكل متعمّد.
هذا وانتشرت مشاهد لقوات الاحتلال، وهي تعتقل طفلاً في حي جبل جالس في الخليل. الفيديو أظهر جنوداً مدججين بالسلاح يحيطون بطفل معصوب العينين أثناء اعتقاله.
وكان نادي الأسير الفلسطيني، قال: إن قوات الاحتلال اعتقلت (745) طفلاً فلسطينياً تقلّ أعمارهم عن (18) عاماً، وذلك منذ بداية العام الحالي 2019، وحتى نهاية شهر تشرين الأول 2019.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين، من بينهم طلاب، في مدينة الخليل بحالات اختناق من جرّاء قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جنود الاحتلال باتجاههم في المنطقة الجنوبية للمدينة. جنود الاحتلال، الموجودون على حاجز أبو الريش، ألقوا القنابل الغازية على الطلبة، بعد اعتداءات غير مسبوقة وهجمات شنّتها مجموعات المستوطنين على المنازل الفلسطينية، ما خلّف عشرات الإصابات المختلفة بين المواطنين.
إلى ذلك، اقتحم 190 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الظهر جنوب بلدة بيت آمر شمال الخليل، وأطلقت الرصاص على شاب فلسطيني، ما أدّى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى الخليل لتلقي العلاج المناسب.
وفي هذا السياق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرك لوقف مخططات الاحتلال لتهويد مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأوضحت أن تصعيد المستوطنين بحماية قوات الاحتلال لاعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة الخليل، وخاصة بالبلدة القديمة، ومن اقتحاماتهم الاستفزازية للحرم الإبراهيمي يندرج في إطار تنفيذ مخططات الاحتلال التهويدية، وأشارت إلى اقتحام آلاف المستوطنين، أول أمس، للبلدة القديمة في الخليل بحراسة قوات الاحتلال، واعتدائهم على الفلسطينيين، وإجبارهم على إغلاق محالهم التجارية، ما أدّى لإصابة أكثر من 20 فلسطينياً، بينهم رضيع، بجروح.
ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته تجاه الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها الخليل، والعمل على وقفها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
من جهة ثانية، لا تزال الأصوات الرافضة للإعلان الأمريكي تتعالى، حيث دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى يوم غضب الثلاثاء المقبل وتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مدن الضفة الغربية للتنديد بالانحياز الأمريكي لكيان الاحتلال ورفضاً لإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن المستوطنات، وقالت المنظمة: “إن مدن الضفة الغربية ستشهد فعاليات احتجاجية على امتداد الأسبوع الحالي ستكون ذروتها الثلاثاء المقبل رفضاً واستنكاراً للمخططات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والتي كان آخرها الإعلان الأمريكي بشأن المستوطنات الذي ينتهك الشرعية والقانون الدوليين”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جدّد يوم الاثنين الماضي انحياز الولايات المتحدة السافر لكيان الاحتلال، معلناً أن الإدارة الأمريكية لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية متعارضة مع القانون الدولي، ومتجاهلاً بذلك كل القرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.