تظاهرة حاشدة في بيروت رفضاً للتدخل الأميركي
ردّاً على التحريض الذي مارسه السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان على المقاومة، وتأكيداً من المحتجين لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي ردعت العدو الصهيوني ومنعته من التفكير في الاعتداء على لبنان مجدّداً، نظّمت صباح أمس تظاهرة أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر شمال العاصمة بيروت، وسط حضور أمني مكثّف. وأكد بيان الدعوة إلى التظاهرة أن هذا التحرّك يأتي رفضاً للتدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية، وأبرزها الأميركي، إضافة إلى التنديد بدور الولايات المتحدة الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
وكان فيلتمان قد حاول تحريض الشعب والجيش اللبنانيين على حزب الله في محاولة ابتزاز واضحة بربط الدعم الأميركي للجيش والدعم الدولي لاقتصاد لبنان، بعزل الحزب ورفض سياساته داخل الحكومة، وخصوصاً المتعلقة بخيار المقاومة، وقدّم فيلتمان تحليله للوضع في لبنان إثر الاحتجاجات الشعبية التي بدأت قبل 38 يوماً، أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي، التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، في جلسة بعنوان “ما هو التالي للبنان؟ دراسة تداعيات الاحتجاجات الحالية”.
وخلال الوقفة الاحتجاجية رفع أحد المتظاهرين العلم الفلسطيني، وعلّقه على سياج التعزيزات الأمنية حول السفارة الأميركية، كما أحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي أمام مبنى السفارة.
وتصدّر هاشتاغ “عوكر” وهاشتاغ “السفارة الأميركية” مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان هاشتاغ “فيلتمان سفير الفتنة” قد تصدّر قبل ثلاثة أيام مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، واعتبر المغرّدون أن التدخل الأميركي في شؤون لبنان مرفوض كلياً، مؤكّدين أن أصعب ما قامت به أميركا هو أنها “استخدمت الغطاء المعيشي الصعب لتنفيذ أهدافها خلف المطالب المحقّة”.
إلى ذلك، قال الوزير اللبناني الأسبق كريم بقرادوني: إن “الاستشارات النيابية الملزمة في لبنان لتسمية رئيس مكلّف تأليف الحكومة ستبدأ الأسبوع المقبل”، وأكد أن “تأليف الحكومة في لبنان لن يطول، وسيحصل قبل نهاية العام”، مشيراً إلى أن “الاتجاه اليوم في لبنان لتأليف حكومة تكنوسياسية من 24 وزيراً يتسلّم مختصّون معظم حقائبها”.
وأوضح أن رئيس الحكومة المستقيل “لن يؤيد إلّا شخصه لتأليف الحكومة العتيدة في لبنان”، ولفت إلى أن رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، “لا يريد ترك لبنان في فراغ حكومي لمدة طويلة، ويريد مواءمة التكليف والتأليف”.
ووفق بقرادوني فإن الرئيس عون يتجه مع حلفائه إلى “استشارات التكليف وتأليف الحكومة اللبنانية خلال أسبوعين وإلى تسمية شخصية أخرى لتأليف الحكومة إذا رفض الحريري ترؤسها”، وأضاف: إن “الحَراك الشعبي في لبنان عابر للطوائف للمرة الأولى، ويحافظ على سلميته رغم رقعة انتشاره الواسعة”، معتبراً أن فيلتمان، “يتعاطى مع لبنان بمنطق التحريض على الحرب والانقسام”، وأشار إلى أن “الأميركيين يسعون إلى اختلاق صدام بين الجيش اللبناني وحزب الله”، موضحاً أن “العقوبات الأميركية على لبنان هدفها نزع سلاح حزب الله وتوقيع معاهدة سلام مع “إسرائيل””.
واعتبر بقرادوني أن “القوة التي يملكها حزب الله هي التي تمنع “إسرائيل” من اجتياح لبنان”، وشدّد على أن “قدرة حزب الله العسكرية وتفاهمه مع الجيش اللبناني يمنعان أي فكرة إسرائيلية لاجتياح لبنان”.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أن الإدارة الأمريكية تتحمّل مسؤولية ما يحصل حالياً في لبنان من خلال تدخلها الفاضح في شؤونه الداخلية، وقال في كلمة في بلدة البابلية قضاء النبطية: “إن الإدارة الأمريكية تتربص بلبنان، وتحاول توظيف أي حدث وتحويله ضد مصلحته ووحدته واستقراره، وهمها الوحيد تحقيق مصالحها ونفوذها ودورها في خدمة مصالح الكيان الصهيوني”، ووصف تصريحات فيلتمان بأن ما يحصل يشكّل اضعافاً للمقاومة في نفوس اللبنانيين بأنها تؤكد “فشله وجهله، وتطمئن بأن عدونا لا يزال على غبائه، ولا يعرف حقيقة المجتمع اللبناني وبيئة المقاومة ومدى تمسكها بخيار المقاومة”.
بدوره أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان قيام أطراف خارجية وداخلية باستغلال الحراك المطلبي في لبنان للنيل من موقع بعض المسؤولين السياسيين، داعياً إلى تحريك عجلة القضاء، وتضافر جهود الجميع للخروج من الأزمة الراهنة.
بالتوازي، جدّد طيران العدو الإسرائيلي خرقه الأجواء اللبنانية، ونفّذ صباح أمس تحليقاً فوق مناطق الجنوب وصولاً إلى صيدا والعاصمة بيروت، وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين خرقتا الأجواء اللبنانية من فوق بلدة رميش، ونفّذتا طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب ومنطقة الناعمة وصولاً إلى العاصمة بيروت وضواحيها، ثم غادرتا الأجواء من فوق البحر باتجاه الأراضي المحتلة.
وكان بيان لقيادة الجيش اللبناني أعلن أمس الأول عن خرق أربع طائرات وأربعة زوارق حربية إسرائيلية الأجواء والمياه اللبنانية.