بداية موفقة
حالة من التفاؤل والثبات والاستقرار يشهدها فريقا الاتحاد والحرية بكرة القدم، فالأول يواصل مسيرته بالدوري الممتاز بكل ثقة، ويحقق نجاحات مهمة في امتحان الدوري بعد أن هضم بشكل جيد خطط التونسي اليعقوبي، وهو ما بدا واضحاً من خلال جاهزية الفريق البدنية والذهنية، والأداء التكتيكي المنسجم والمتناغم مع الحاجة لإحداث فارق ملموس، وتحقيق نتيجة إيجابية ترضي عشاقه، والتي كان آخرها أمام حطين، حيث نجح في انتزاع نقطة التعادل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة التي جاءت بطعم الفوز.
ما ينسحب على كرة الاتحاد ينطبق تماماً على جاره الحرية في دوري الأولى الذي مازال يقدم أداء مقنعاً مقروناً بنتائج جيدة وضعته في صدارة مجموعته عن جدارة واستحقاق، وهو مؤشر مهم يعطي حافزاً ودافعاً إضافيين لتخطي هذا الموسم بنجاح، والعودة إلى مصاف أندية المقدمة في الدوري الممتاز.
قد يبدو منطقياً، وفق رأي الكثيرين، عدم التسرع في إطلاق الأحكام المسبقة، فرحلة الدوري مازالت طويلة وشاقة، إلا أن ذلك لا يمنع من التأسيس على ما سبق من نتائج ليواصل الفريقان مشوارهما في دوري الأولى والممتاز بالنشاط والحيوية والحماسة ذاتها، وقد يحتاج ذلك إلى مزيد من الانضباط، وإلى الكثير من الرعاية والاهتمام من قبل إدارتي الناديين، والمطلوب منهما تحصين هذه البداية الناجحة والموفقة، وأن يعملا على توفير البيئة والمناخات المناسبة للفريقين، ويقدما كل أشكال الدعم المعنوي والمادي لهما، والأهم من كل ذلك إبعاد الفريقين واللاعبين عن دائرة التجاذبات والخلافات الشخصية، مع عدم تجاهل دور رابطة مشجعي الناديين المفترض أن يكون إيجابياً وداعماً للفريقين في مسيرتهما الطويلة بالدوري، حينها يمكننا التأكيد بأن فرحة الكرة الحلبية قد تكتمل مع نهاية الموسم بعودة الحرية إلى مكانه الطبيعي بين الأقوياء، وتتويج كرة الاتحاد بلقب طال انتظاره.
معن الغادري