مسيرات مليونية في طهران رفضاً للتدخلات الأمريكية
شهدت العاصمة الإيرانية طهران أمس مسيرات مليونية تنديداً بأعمال الشغب والفوضى التي جرت في البلاد مؤخراً، وتأييداً للقيادة، ورفضاً للتدخلات الأميركية، فيما كشفت مصادر أنه تمّ الاعتداء على نحو 400 مصرف في مختلف المدن الإيرانية من قبل مشاغبين خلال التحركات الشعبية.
وغصّت الشوارع المؤدية إلى ساحة الثورة في طهران بملايين الأشخاص، الذين خرجوا للتعبير عن استنكارهم وتنديدهم بممارسات مثيري الشغب والفوضى، والذين قاموا بأعمال تخريب طالت مؤسسات الدولة، ومنها الخدمية وإحراق البنوك ونهب المتاجر والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
ورفع المشاركون في المسيرات شعارات تندد بأمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي وعملائهم، الذين لعبوا دوراً في إثارة أعمال الشغب المذكورة.
وفي كلمة خلال المسيرة، أكد القائد العام لحرس الثورة، اللواء حسين سلامي، أن أعمال الشغب والفوضى التي جرت في إيران مؤخراً كانت سيناريو عالمياً، لافتاً إلى أن هذه الأعمال انتهت حالياً، وقال: لم يعد عدونا يمتلك القوة، وقدرته العسكرية تآكلت، وليس هناك قوة تمتلك القدرة على مواجهة حرس الثورة، تسامحنا كثيراً، ولكن لصبرنا حدود، وأي شخص يريد التعرّض للشعب الإيراني سيعاقب بشدة.
وتوجّه سلامي لقادة أمريكا وبريطانيا والسعودية بالقول: تلقيتم صفعة قوية منا ولم تتمكنوا من الرد، حيث إن العالم رأى بعض هذه الصفعات ولن نسمح لكم بتجاوز الخطوط الحمراء، ولفت إلى أن العدو استغل قضية أسعار البنزين ليحاول إلحاق الأذى بالشعب الإيراني وإحراق كل شيء.
كما أوضح قائد حرس الثورة أن “الشعب الإيراني يواجه ويحارب الأعداء ويعطي درساً في الديمقراطية أيضاً”، كذلك قال: “فليفهم الأعداء أننا لا نبقى من دون رد على الاعتداءات ولينتظروه في أي وقت، وهو ما نحددّه نحن”، ورأى أن أي مسّ بإيران سيكون الرد عليه حاسماً وقاسياً، محذّراً الأعداء من أن “الصبر لن يطول”، وأضاف: “لن ينعم أحد بالأمن إذا ما تعرضنا للاختبار مجدداً”.
بدوره، قال أمين تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي: إن شعب إيران يطالب بحقوقه، لكنه لن يسمح للعناصر الأجنبية باستغلاله، مضيفاً: إن هدف التظاهرات حفظ أمن الشعب وتوجيه رسالة للأجانب، مفادها أننا نحل مشاكلنا بأنفسنا، ولا نحتاج تدخلاً أجنبياً.
وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن التدخلات الأخيرة للولايات المتحدة في الشؤون الإيرانية تأتي في إطار سياساتها العدائية ضد طهران، وقال: إن تصريحات الأمريكيين والتدخلات لا نعتبرها من باب النوايا الحسنة والصداقة مع الشعب الإيراني، إذ إنهم يسعون لإذكاء وتصعيد التوترات.
وأشار موسوي إلى أن التجمعات السلمية حق للشعب الإيراني، إلا أن لمثيري الشغب حسابات أخرى، فهم يعملون بتوجيه من جهات أجنبية، واستخدموا السلاح في بعض الأماكن وعلى الدول التي دعمتهم عن قصد أو دونه تحمّل مسؤولية ذلك.
وأوضح أن إيران وبهدف مواجهة الضغوط والتهديدات عليها بهذا الخصوص تقوم في الوقت الحاضر بتحقيقات قانونية وحقوقية وجمع وثائق لتقديمها في المراجع الدولية.
كما جدد موسوي رفض بلاده أي وجود للقوات الأجنبية في المنطقة، مشيراً إلى أن أمن المنطقة تحققه دولها، وقال: وجهنا دعوة لكل دول المنطقة بشأن مشاركتها في مبادرة هرمز للسلام.
من جهة ثانية، دعا سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية إلى الالتزام بمعاهدة حظر التجارب النووية.
وقال غريب آبادي في كلمته أمام اجتماع اللجنة التحضيرية لمعاهدة حظر التجارب النووية الشامل: إن تحقيق أهداف المعاهدة رهن بالتزام الدول التي تمتلك الأسلحة النووية بموادها مجدداً التأكيد على المواقف الجوهرية والدائمة لإيران حول ضرورة التدمير الكامل لأنواع الأسلحة النووية ودعم هذه الدول لأهداف المعاهدة.
وأوضح غريب آبادي أنه إذا كان من المفترض تحقيق أهداف المعاهدة بالكامل فإن الالتزام المستمر من جانب جميع الموقعين وخاصة الدول التي تمتلك الأسلحة النووية سيكون ضرورياً مبيناً أن هذه الدول تتحمّل مسؤولية خاصة عن بدء نفاذ المعاهدة والالتزام التام بها نصاً وروحاً.