بعد إطلاق المكتبة الوطنية للسينما الســــعي متواصـــل لتـــكون كمثيـــلاتها في العـــالم
باحتفالية تليق بإنجاز هام في حياتنا السينمائية أطلقت المؤسسة العامة للسينما مؤخراً وبمناسبة احتفالية يوم الثقافة المكتبة الوطنية للسينما “سينماتيك” في سينما كندي دمشق التي ستكون مقراً للمكتبة، وبيَّن مراد شاهين مدير المؤسسة أنه ورغم أننا في بلدٍ يعاني في بعض تفاصيل السينما وتحويلها لصناعة أنجزت المؤسسة هذا المشروع الحضاري والمهم جداً في أي بلد دخلت عليه السينما، موضحاً أن المكتبة تحتوي على أرشيف السينما السورية وأهم ما أُنتِجَ في عالم السينما حول العالم، منها الجديد ومنها القديم وستكون متاحة للجميع، لكنها بالدرجة الأولى للدارسين والباحثين والمهتمين بالشأن السينمائي ولطلاب دبلوم العلوم السينمائية والمعهد العالي للفنون السينمائية الذي من المقرر أن يُفتتح العام القادم.. من هنا فإن هذه المكتبة ستكون مقصداً لكل هؤلاء لأنه المكان الذي يعرفهم على تاريخ السينما ومدارسها وأهمية الموضوعات التي عالجتها من خلال الأفلام، مبيناً أن كل الأفلام الموجودة في المكتبة مترجمة باحتراف عال، وهذا ما يميّزها عن الأفلام الموجودة على الانترنت الذي تتوفر عليه أفلام مهمة إلا أن أغلبها غير مترجم وليست بسويّة فنية عالية، منوهاً إلى أن المكتبة وتدريجياً ستضم كل أرشيف السينما وما يتوفر منه وما تستطيع المؤسسة الحصول عليه، كما ستضم منشورات وكتباً عن السينما لتكون كمثيلاتها في العالم.
حافظة للهوية والذاكرة
ولأن السينما هي ذاكرة الأمم أكد شاهين أن أهمية المكتبة تأتي من كونها حافظة للهوية والذاكرة من الضياع، ولذلك فإن الجهود ستستمر بتزويدها بأهم الأفلام العالمية والمحلية وهذا العمل ما زال مستمراً في تأهيل بعض الأفلام السينمائية التي أُنجِزَت في القطاع الخاص والموجودة على بكرات 35 مم بسوية فنية متواضعة من خلال تحويلها لصياغة الديجيتال لتكون على رفوف المكتبة وإتاحتها للمعنيين، مع إشارته إلى أن أفلاماً عديدة ارتفعت سويتها بعملية تحويل أشرطتها من 35 مم إلى صيغة رقمية وباتت متوفرة في المكتبة.
وختم شاهين كلامه مؤكداً على أن كل أنواع الأفلام يجب أن تكون متاحة في المكتبة حتى الأفلام الوثائقية يجب أن تكون موجودة فيها رغم أنها أفلام غير متاحة بشكل كبير كالأفلام الروائية الطويلة، موضحاً أن استكمال المكتبة يحتاج إلى سنوات من العمل ليتم اكتمال الأرشيف بشكل كامل، ولدى المؤسسة خطة لتنفيذ ذلك.
عمل دؤوب ومتواصل
وأكد مدير المكتبة نبيل حمام أن المكتبة الوطنية للسينما افتتحت بعد جهد طويل وعمل دؤوب ومتواصل منذ عدة سنوات وتأتي أهميتها كونها الحافظ الأساسي للتراث السينمائي المحلي والعربي والعالمي، وهي تضم أفلاماً متنوعة ومختلفة تعود إلى العام 1913 وحتى الآن، كما تضم قاعدة بيانات كبيرة لكل الأفلام تشمل اسم الفيلم والمخرج والممثل والمنتج وعام الإنتاج ولغة الفيلم ونوعه، كما تم تصنيفها بعدة تصنيفات تسهيلاً للوصول إلى الفيلم المُراد، فهناك تصنيف حسب الممثل أو المخرج، وهناك تصنيف أبجدي للأفلام وتصنيف حسب نوع الفيلم تسهيلاً لعملية الوصول إليها بمختلف الطرق، مشيراً إلى أن تغذية المكتبة مستمرة بالأفلام التي تراها المؤسسة مهمة وذات قيمة وفائدة لمن سيرتادها، وأنها عبارة عن قاعة محكمة الإغلاق ضد الرطوبة والحرارة، والأفلام فيها موجودة ضمن حوافظ بلاستيكية، كما توجد في المكتبة نسخ احتياطية لها في حال تَعَرَّض أحدها للتلف، مع الإشارة إلى أن جميع الأفلام الموجودة في المكتبة موجودة على هارد مركزي يوفر بشكل دائم نسخاً متعددة وسيتم ارتيادها بتذكرة يومية أو شهرية أو نصف سنوية أو سنوية.
خطوة جبارة
ورأى الناقد السينمائي عمار أحمد حامد أن افتتاح المكتبة إنجاز كبير للمؤسسة العامة للسينما التي استطاعت رغم الظروف الصعبة في سورية أن تطلق هذا المشروع في الوقت الذي عَجِزَ فيه السينمائيون في مصر وعلى مدى سنوات طويلة من إنجاز مثل هذه المكتبة، وهذا ما أكّده الناقد السينمائي المعروف مجدي الطيب الذي هنّأ المؤسسة على افتتاح المكتبة، مشيراً إلى أن أهميتها تأتي من كونها ستتحول إلى مكان يرتاده النقاد والباحثون والسينمائيون حيثُ تصبح الأفلام متاحة أمام روّادها بسوية فنية عالية من خلال شاشات موجودة في المكتبة بتقنيات عالية.
أما نضال قوشحة مدير المكتب الصحفي في المؤسسة فأشار إلى أن وجود المكتبة سيخدم النقاد والباحثين وطلاب دبلوم العلوم السينمائية، كما سيكون خير معين لطلاب المعهد العالي للسينما والذي من المقرر افتتاحه العام القادم وهي ستلغي الحدود الجغرافية بتوفيرها أفلاماً من جميع أنحاء العالم ووجودها ضرورة وإنجاز مهم وإن تأخرنا في إطلاقها لكنها خطوة جبارة أن ترى النور بهذا الشكل الأكاديمي.
كما أوضح الإعلامي منصور ديب أن محاولات تأسيس “سينماتيك” في سورية قديمة وكان من طموح المؤسسة منذ بداياتها وقد تحقق اليوم وهو مشروع ضروري جداً لأنه دونها لا يمكن تقديم المشهد السينمائي في العالم وإجراء دراسات حقيقية في ظل عدم وجود مرجعية كالمكتبة التي ستتيح للسينمائيين وهواة السينما الاطلاع على المشهد السينمائي في جميع أنحاء العالم وفي سورية.
أمينة عباس