عرض أكاديمي لا ينم عن واقع..!
غاب الحديث في ندوة الأربعاء التجاري عن الحلول الناجحة في أخذ الإعلام الاقتصادي دوره الحقيقي اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل موجة الغلاء التي اجتاحت شتى أوجه الحياة المعيشية، لتقتصر ندوة غرفة تجارة دمشق المعنونة بـ”الإعلام الاقتصادي” على عرض أكاديمي موجز لعدد من الأساتذة الذين أضفوا جو المحاضرة الجامعية على عمل الندوة في ظل قصور واضح عن إيجاد مخرج حقيقي للضعف الذي يعاني منه إعلامنا الاقتصادي..!
في المقابل ابتعد الحضور المشاركون عن الحديث عن دور الإعلام الاقتصادي في نقل الحقائق بشكل موضوعي وشفاف ليأخذ الحديث منحى آخر عن استغلال المال العام من قبل بعض التجار المستغلين للقطع الأجنبي في استيرادات وهمية، وغياب التشاركية مع القطاع الخاص في صنع القرار الاقتصادي، إضافة إلى طرح تساؤلات حول السبب الحقيقي في غياب المعلومات والإحصاءات الدقيقة عن الصحفي الاقتصادي، وضياع البوصلة التي يتوجه لها الصحفي الاقتصادي، وغياب وتهميش دور المحللين الاقتصاديين في ظل ارتفاع سعر الصوف وغلاء الأسعار، إضافة إلى عدم وجود جلسات حقيقية بين الحكومة وبين رجال الأعمال والتجار للخروج بمعادلة تخدم جميع الأطراف..!
وخرجت الندوة باقتراحات عامة غير واضحة المعالم، كحاجتنا لإعلام اقتصادي موّجه لصانع القرار الاقتصادي، وأن يؤخذ القرار الاقتصادي بمشاورة مع أصحاب الشأن كي يكون له منعكسات إيجابية، مع تكرار مقولة أن الحرب الاقتصادية لا تقل خطورة عن السياسية، وختمت الندوة بتساؤل: هل الاقتصاد يجب أن يكون في خدمة السياسة أم العكس، أم يجب المزاوجة بينهما للوصول إلى واقع اقتصادي سياسي صحيح.
ميس بركات