عصــــام الشـــــاطر فـــي صالــــة عشـــــتار
افتتح مساء أمس في صالة عشتار للفنون الجميلة معرض الفنان عصام الشاطر المعروف بأسلوبه الواقعي التسجيلي وبمهارته في فن الرسم إلى حدود مدهشة في تجسيد المشهد الذي يتنوع بين الطبيعة الصامتة والأمكنة والحارات الدمشقية ورسم الأواني والنحاسيات، وقد تنقلت هذه التجربة في تلك المواضيع الساحرة حيث بلاغة التصوير والعناية بالضوء والتعبير وقد كتب في تقديمها الفنان والناقد غازي عانا: “يتنقّل عصام الشاطر بأريحية من أسلوب وصياغة إلى أخرى في تجربته عموماً، وأحياناً ما نلاحظ ذلك التنوّع الجميل والملفت في فضاء اللوحة نفسها بمستوياتها المختلفة، من أقصى حدود الواقعية الصرفة في مقدمة المشهد إلى التعبيرية التجريدية والتجريد اللوني الممتع في خلفية اللوحة وبعض الأمكنة فيها، وهو المعروف بمهاراته التقنية وامتلاكه لأدواته بمعرفة وخبرات اكتسبها بالممارسة والاشتغال على ذاته الفنية خلال السنوات العشرون الماضية، كما عُرف عنه قدراته المميّزة على تصوير الواقع وتقديمه بنفحة رومانسية مثقلة بالجماليات تخصّه دون غيره من المصورين التسجيليين المعروفين من أبناء جيله، وهذا الشكل من الصياغة الذي تعوّدنا على مشاهدته في معظم أعماله أصبح سمة – باللاوعي – تميّزه عنهم وتؤكّد حضوره كمصور ورسام متمكن وقادر أن يفرض شروطه على اللوحة لتبدو أكثر دهشة ومتعة تدوم.
دمشق القديمة والسويداء وربما أكثر من مكان بخصوصياته كان وما زال موضوعاً محبّباً إلى ذائقته بالإضافة إلى الطبيعة الصامتة والتي برأيي أخذت حيّزاً كبيراً من تجربته وكان حضورها ملفتاً بالجماليات التي تكاد تفيض من الكادر باتجاهنا ودائماً هي جماليات تعبيرية لخدمة الموضوع وفي مكانها، لتؤكّد أن الغاية هي أن تشكّل قيمة مضافة إلى اللوحة، وهذا أكثر ما نلاحظه أيضاً في لوحات حارات دمشق القديمة وغيرها من المدن التي رسمها بعجينة لونية ممزوجة بشغف وحبّ، نكاد نشعر بها من رعشات فرشاته فوق السطح المشغول بعناية فائقة يتجاوز فيها الواقع كتسجيل، رغبة منه لإظهار روحانية بعض التفاصيل الحميمة في تلك الأمكنة التي أحبّها. عصام فنان شاطر بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأهمّها تلك الحالة من الصدق التي يتعامل فيها مع لوحته لحظة التعبير”.
أكسم طلاع