الأمن العراقي يفرض حظراً شاملاً للتجوال في محافظة ذي قار
تتسارع التطوّرات عقب احتدام المواجهات في الناصرية، وذلك غداة هجوم على القنصلية الإيرانية في النجف، وهو هجوم لقي تنديداً واسعاً، حيث فرضت قوات الأمن العراقية، أمس، حظراً شاملاً للتجوال في محافظة ذي قار، على خلفية المصادمات التي وقت بين متظاهرين وقوات الأمن وأدت إلى وقوع إصابات بين الجانبين، وقال مصدر أمني عراقي في المحافظة: إن قوات الأمن قطعت أيضاً جسر الزيتون في الناصرية بالكتل الباتونية.
كما أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن تشكيل خلايا أزمة برئاسة المحافظين لضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات، وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين، وأضافت: “بحسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة تقرّر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة لتتولّى القيادة والسيطرة على كل الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ولمساعدة المحافظين في أداء مهامهم”.
وكانت قيادة العمليات في العاصمة بغداد حذّرت مؤخراً من استغلال المظاهرات ومطالب المحتجين المحقة من قبل بعض المندسين الذين يحاولون الإساءة إلى التظاهر السلمي وإلى القوات الأمنية المكلفة حماية المتظاهرين السلميين.
وفي السياق نفسه، قرّر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، كف يد رئيس خلية الأزمة في محافظة ذي قار الفريق جميل الشمري، بحسب التلفزيون الرسمي.
إلى ذلك، قال زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر: إن “ما يدور في العراق فتنة عمياء بين الحكومة ومتظاهرين لم يلتزموا السلمية”، ورأى في بيان أن “إرادة الشعب أكبر من الجميع وعلى المتظاهرين معاقبة بعض المسيئين”، مشيراً الى أنه “لن بركب موجة التظاهرات لذا فإنه لا بأمر بها ولا ينهى عنها”.
وتوجّه الصدر بنصيحة إلى الحكومة العراقية، داعياً إيّاها إلى “الاستقالة فوراً حقنا للدم”. كما نصح المتظاهرين بـ”الالتزام بالأخلاقيات العامة للتظاهر ومعاقبة بعض المسيئين وإبعادهم عن ساحتهم فوراً”.
وكان عدد من قادة الأجهزة الأمنية العراقية قد توجّهوا برسالة إلى زعيم التيّار الصدري، مناشدين إيّاه الطلب من المتظاهرين المحسوبين عليه الخروج من الشارع، من أجل محاسبة “أصحاب الأجندات الدخيلة”، وأكدت الرسالة أن “الأجهزة الأمنية في حالة انكسار وأصبحت ضحيّة لصراع سياسي”.
يأتي ذلك فيما أعلنت طهران أن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، اتصل بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لتقديم اعتذار العراق عن الهجوم الذي استهدف قنصلية إيران في النجف، وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن الحكيم اتصل بظريف “بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في النجف العراقية وإحراقها لتقديم الاعتذار عما فعله المخربون”، واصفاً ما قاموا به بـ”الإجراء المدمّر”.
ونقلت الوزارة أن الحكيم تعهّد لظريف بأن تحمي الحكومة العراقية الدبلوماسيين الإيرانيين والأماكن الدبلوماسية الإيرانية في العراق.
ودانت وزارة الخارجية العراقية بشدة “الاعتداء” على القنصلية الإيرانية في النجف، موضحة أن الغرض من ذلك إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وأكدت على ضرورة تأمين سلامة البعثات وعدم التعرّض للعاملين فيها، فيما أبلغت طهران السفير العراقي احتجاجها “شديد اللهجة” على الاعتداء، داعية الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات حازمة للرد على المعتدين.
يأتي ذلك فيما قتل جنديان عراقيان وأصيب أربعة آخرون خلال صد هجوم لإرهابيي “داعش” في الطارمية شمال العاصمة بغداد، وقال مصدر أمني عراقي: إن جنديين قتلا وأصيب أربعة آخرون بهجوم لإرهابيي “داعش” على منطقة الهورة في قضاء الطارمية.