صحيفة البعثمحليات

“مياه الجفت” ليست سماداً وتلوث التربة والمياه

 

دمشق – فداء شاهين
مع قرب انتهاء موسم الزيتون وحصول كل محافظة على نصيبها من أطنان الزيت الخيرة، يبقى لعملية استخراج زيت الزيتون جانب مهمل وخطير جداً على البيئة والكائنات الحية والإنسان وإن كانت لمدة قصيرة، وهي مخلفات المعاصر “مياه الجفت” السامة التي بمجرد تسربها إلى مياه السواقي تقتل الأسماك مباشرة وتطفو على سطح الماء وتلوث التربة، لتقلب المعادلة للبعض الذي كان يظن أن مياه الجفت سماد وينشرها في بستانه بين الأشجار المثمرة.
وأوضحت المهندسة مرح اسكندر معيدة في كلية الهندسة المدنية قسم البيئة جامعة البعث أن مياه الجفت تحوي على نسبة فينولات كبيرة وزيادة في المادة العضوية، وتسربها العشوائي على مدى سنوات لوث التربة وجعلها غير صالحة للزراعة، ولا أحد يهتم من قبل أصحاب المعاصر كون الحلول مكلفة وصعبة المعالجة جداً.
وبينت اسكندر لـ”لبعث” أنها أجرت بحثاً في مخابر التربة واستصلاح الأراضي في كلية الزراعة، وتم أخذ عينات من معاصر جنوب شرق طرطوس عند مصف مياه الجفت، وتم إيجاد الحل بوضع الزيوليت وهي مادة طبيعية موجودة في جبل بجنوب دمشق، ومن خلال خلطه مع التربة يخفض الفينولات ويمكن استخدامها من أي شخص، علماً أن الدراسات عن تأثير الجفت على التربة قليلة ويجب معالجة هذا التلوث. في وقت يرى البعض بضرورة إلزام أصحاب معاصر الزيتون بتركيب محطات معالجة لمعالجة مياه الجفت قبل تسربها إلى التربة ومجاري الأنهار، وبالتالي تحل مشكلة التلوث.