التطهير العرقي التركي في شمال سورية
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 1/12/2019
إن العدوان التركي الذي تمّ إطلاقه عبر الحدود في 9 تشرين الأول الماضي شرق نهر الفرات من قبل الرئيس أردوغان، كان الهدف منه ضمّ الأراضي السورية الشمالية. وما يُسمّى “عملية ربيع السلام” لا علاقة لها بالسلام، ولا علاقة لها بحماية تركيا من الهجمات عبر الحدود، ولا علاقة لها بمحاربة “داعش” والجماعات الإرهابية التي تدعمها أنقرة.
تستمر الاشتباكات بين الإرهابيين المدعومين من أنقرة والقوات السورية، دون وقف لإطلاق النار كما أعلنت تركيا كذباً في 22 تشرين الأول الماضي. والقوات التركية تواصل الهجمات البرية والجوية بعد وقف إطلاق النار المعلن بشكل مصطنع، ما يعني أن هدف أردوغان هو التطهير العرقي شمال سورية، وفقاً لمصادر محلية في المنطقة. وفي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية فإن المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا في شمال سورية متورطة في “عمليات إعدام بإجراءات موجزة وتشويه الجثث والتهديد ونهب واسع النطاق”، مضيفاً: ما يحدث أدى إلى هجرة جماعية للأقليات الدينية من مناطقهم الأصلية.
ومنذ بدء العدوان التركي، وقعت عمليات قتل ومصادرة ونهب للممتلكات الخاصة على نطاق واسع، وحتى المكوّنات الشعبية التي بقيت أو تحاول العودة إلى ديارها بعد تهجيرها تواجه خطر الموت.
في أعقاب العدوان التركي الذي كان تحت مسمّى “غصن الزيتون” في آذار 2018، قالت لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان ما يلي: “(أ) أصبحت الاعتقالات والاحتجازات التعسفية (من قبل القوات التركية) منتشرة في جميع أنحاء منطقة عفرين (حلب)”. كانت هناك “مزاعم ذات مصداقية بالتعذيب وسوء المعاملة، وغالباً ما تستهدف الأفراد من سكان المنطقة بغضّ النظر عن الانتماء الاثني أو الديني، بما في ذلك النشطاء الذين ينتقدون علانية الجماعات المسلحة والذين يُعتقد أنهم كذلك”.
ما زال أكثر من 100.000 نازح من المناطق التي هاجمتها المجموعات المسلحة المدعومة من النظام التركي العام الماضي، وما زال التطهير العرقي مستمراً خلال العدوان التركي الحالي.
في أواخر شهر تشرين الأول الماضي، وصف أردوغان الأراضي السورية المتاخمة لتركيا بأنها “غير مناسبة لأسلوب حياة المواطنين هناك”، لرغبتهم في النزوح والممتلكات الخاصة بهم.
ووفقاً لمديرة أبحاث مؤسسة السلام العالمية، بريدجيت كونلي، فإن “التوغل التركي المستمر في شمال سورية يوضح بصمات واضحة للتطهير العرقي”، مضيفةً: “تشير تصريحات الحكومة التركية إلى نية تشريد السكان واستبدالهم بالمجموعات المسلحة التابعة لهم، وتتبع هذه السياسة بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان”. قالت النازحة علية الأحمد: “لا أعرف كيف أخبرك، لكنني سأحاول وصفها، يبدو الأمر وكأنهم أرسلوا لنا البئر وقطعوا الحبل”.
في 26 تشرين الثاني، قال مجلس الأمن القومي التركي إن عملية “ربيع السلام” ستستمر حتى تصل إلى أهدافها. ووفقاً لـ Southfront “يسعى الجانب التركي إلى مواصلة عمليته العسكرية في شمال شرق سورية وإزالتها من سكانها الأصليين، الذين يصف معظمهم بالإرهابيين أو المتعاطفين مع الإرهابيين”، مضيفاً: يهدف أردوغان إلى إعادة توطين “الراديكاليين” المعادين للدولة السورية في شمال الأراضي السورية التي يسيطر عليها نظامه. إنه يلعب بالبطاقات الروسية والأمريكية في الوقت نفسه لخدمة اهتماماته الانتقامية، وهو بذلك يهدّد السلام والاستقرار في شمال سورية، مستخدماً ذرائع كاذبة كالتهديد الكردي لأمنه القومي، بينما يراه الجميع يستخدم مقاتلين جهاديين لتنفيذ مطامعه وأهدافه.لقد أثبت أردوغان أنه حليف غير موثوق به لدى دمشق التي تتعامل مع عدوين، هما الاحتلال الأمريكي والتركي لأراضيها. ما يعني أن الحرب ستستمر إلى ما لا نهاية لها في أجزاء من البلاد طالما ظل هذا الوضع دون حل.