الجيش الجزائري: الاستحقاق الرئاسي مسار لا رجعة فيه
شدد قائد الأركان الجزائري أحمد قايد صالح على أن انتخابات الرئاسة المقررة في 12 كانون الأول الجاري لا رجعة فيها، لأنها استكمال لمسار الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
جاء ذلك في كلمة له خلال زيارة إلى المنطقة العسكرية الثانية “شمال غرب”، ردّاً على دعوات من معارضين لتأجيل الاقتراع، مؤكداً أن هذه الانتخابات ستضع أسس دولة الحق والقانون.
وأوضح قايد صالح أن هبّة الشعب وإصراره على المشاركة في الانتخابات يبشّران بانفراج الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، مضيفاً: “إن الشعب يعي جيداً خطورة الدسائس التي تحاك في مخابر التآمر في الخارج وأساليب الخيانة والعمالة في الداخل من خلال استنجاد العصابة بأطراف خارجية، وإن الشعب سيرد في الوقت المناسب على كافة محاولات التدخل في شؤونه الداخلية”.
وصرّح صالح أن الشعب يرفض بشكل قطعي محاولة البرلمان الأوروبي التدخل في شؤون بلاده الداخلية من خلال مسيرات حاشدة عرفتها البلاد، ملقّناً العالم درساً في الوطنية الحقّة.
وكان صالح شدد الأسبوع الماضي على أن الجزائر الحرة والسيدة في قرارها لا تقبل أبداً أي تدخل أو إملاءات، ولا تخضع لأي مساومات، وهو مبدأ متأصل في الثقافة السياسية للجزائر شعباً ومؤسسات، ولفت إلى أن الجزائر مازالت تعيش نفحات الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر، وأن الشهداء الأبرار ضحوا بأعز ما يملكون من أجل الجزائر ومن أجل أن تسترجع حريتها واستقلالها رغم الآلة الحربية الجهنمية للاستعمار الفرنسي الغاشم ومناوراته.
والخميس الماضي صدّق البرلمان الأوروبي على لائحة حول مزاعم انتهاك حقوق الإنسان والديمقراطية ودولة القانون في الجزائر، خلّفت موجة رفض رسمي وسياسي في البلاد.
ووصفت الخارجية الجزائرية تلك اللائحة بـ”الوقاحة”، وهددت بمراجعة علاقاتها مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقالت في بيان: إنه بإيعاز من مجموعة من النواب متعددي المشارب وفاقدي الانسجام منح البرلمان الأوروبي نفسه بكل جسارة ووقاحة حرية الحكم على المسار السياسي الراهن في بلادنا، في الوقت الذي يستعد فيه الجزائريون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بكل ديمقراطية وشفافية، وأضاف البيان: “هؤلاء النواب ذهبوا إلى حد منح أنفسهم دون عفة ولا حياء الحق في مطالبة البرلمان الجزائري بتغيير القوانين التي اعتمدها نوابه بكل سيادة”.
وكان آلاف الجزائريين احتشدوا في ولايات الجزائر العاصمة وتيبازة وبرج بوعريريج والمسيلة وسعيدة وسطيف وسيدي بلعباس، واستنكروا لائحة البرلمان الأوروبي، وأعربوا عن مساندتهم للانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني عشر من الشهر المقبل والتفافهم حول الجيش الوطني الشعبي. ورفع المحتشدون الرايات الوطنية، ورددوا هتافات تؤكد وقوفهم إلى جانب وطنهم ومؤسساته المختلفة في وجه المؤامرات الخارجية عليه، وكل المحاولات الرامية للمساس بأمن واستقرار الجزائر، ولفتوا إلى ضرورة المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية لإنجاحها، وتفويت الفرصة على أعداء الجزائر.