ترامب يبتز مجدّداً حلفاءه في الناتو!
بلهجة أقل حدّة هذه المرة من اللهجة التي استخدمها مع النظام السعودي عندما تحدّث عن ضرورة أن يدفع هذا النظام المليارات لواشنطن مقابل “الحماية”، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، ما وصفها بالبلدان الغنية، في إشارة إلى دول الحلف، إلى دفع المزيد لبلاده مقابل مساعدتها دفاعياً، ضارباً المثل بـ “مملكة الرمال”. وجدّد الرئيس الأمريكي ممارسة الضغوط على حلفائه في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، محاولاً ابتزازهم لدفع المزيد من الأموال، وقال، في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، في لندن، قبيل انطلاق قمة الحلف: “لدينا علاقة جيدة مع السعودية، وقد احتاجوا إلى المساعدة حينما تعرّضوا للهجوم، فأرسلنا مجموعة من جنودنا، وهم يدفعون الملايين لذلك، ودفعوا مئات المليارات لشراء الأسلحة”، واستطرد قائلاً: “البلدان الغنية نطلب منها أن تدفع”.
وبما أن دول الحلف، وخاصة الأوروبية تشترك مع النظام السعودي بهذه الميزة “الغنى”، فهذا يعني أن على دول الحلف أن تدفع لواشنطن مقابل “مساعدتها” في الدفاع عن نفسها ضد المخاطر التي تهدّد أمنها، والتي يستطيع فقط البيت الأبيض تحديد ماهيّتها، وخاصة أن واشنطن لديها آلاف الجنود في أوروبا عبر قواعدها العسكرية المنتشرة هناك.
وكان ترامب قد وجّه رسالة إلى الكونغرس الشهر الماضي ذكر فيها أن الولايات المتحدة سترسل أعداداً إضافية من العسكريين إلى السعودية لحماية المنشآت النفطية، وذلك بعد هجوم بطائرات مسيّرة استهدف منشآت عملاق النفط السعودي أرامكو، جنوب شرقي البلاد.
وأصدر وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، في أيار الماضي، تعليمات بالموافقة على صفقات بيع أسلحة بقيمة 8.1 مليارات دولار إلى بعض الأنظمة العربية.
ووقّع ترامب مع ملك النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز، في 2017، على مبيعات دفاعية للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار.
ترامب صاحب العقلية التجارية، التي لا تفكّر إلا بجني الأموال ولو على حساب حقوق الشعوب ومصالحها، كان كشف عن نهجه الابتزازي لدول الخليج منذ حملته الانتخابية عام 2016، التي وصف فيها النظام السعودي بالبقرة الحلوب التي تدر ذهباً ودولارات حسب الطلب الأمريكي.
ترامب قال: إن فرنسا هي أكثر الدول احتياجاً إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وانتقد تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول “موت الحلف سريرياً”.
وبالتالي حسب ترامب ينبغي على الدول الأوروبية وخاصة فرنسا، أن تحذو حذو النظام السعودي في إنفاق مئات المليارات من الدولارات على صفقات السلاح الأمريكية، أو على الأقل أن تتحمّل نفقات آلاف الجنود الأمريكيين المنتشرين في القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيهم.
وسبق لترامب أن مارس هذه السياسة مع تسلّمه مقاليد السلطة في الولايات المتحدة تجاه العديد من حلفائه، وفي مقدمتهم ممالك ومشيخات الخليج، التي حصل منها ومازال على مئات المليارات من الدولارات مقابل ما يصفه بتأمين الحماية لعروشها وحكمها.