نكهة خبز التنور بعبق أنامل المرأة الجزراويّة
أحد أهم ما قدمته وتقدّمه المرأة الريفيّة في الجزيرة السوريّة عبر السنين الطويلة إبداعها في صناعة خبز التنور، بنكهة الأنامل الريفيّة وعبق طبيعتها الجميلة، تجلس لساعات طويلة أمام لهيب نيرانه، وكان جهدها كبيراً جداً قبل ولادة الأفران الآلية، فرغيف الخبز كان من صنع يدها فقط، هذه الأيام تنتشر الأفران في كل حي وقرية، مع ذلك رائحة وصناعة خبز التنور يفوح بين أرجاء الريف والمدن.
الباحث في التاريخ “عمر إسماعيل” قال بأن منطقته المالكيّة شمال الحسكة شهدت صناعة ذلك الخبز مع بداية الستينيات، وكثير من نسائها منذ ذلك الوقت، حتى تاريخه يقفن أمام التنور يصنعن الخبز، وتكمن طريقة تجهيزه بعجن العجين في المساء، وتركه للصباح حتى يتخمر، ثم إشعال النار في التنور، بعدها يقطع العجين قطعا دائرية صغيرة بحجم الكف، وترقق حتى تصبح بشكل دائري واسع، وتلصقه على أطراف التنور بواسطة “الكاره” وهي قطعة محشوة بالقماش بسماكة /10/سم تقريباً، والكثير من النساء لا يضعن رغيف العجين على “الكاره” وإنما يقمن بلصقها بأيديهن متحديات لهيب النيران.
يذكر أن التنور أيضاً تصنعه المرأة، وهو عبارة عن عجينة مصنوعة من التراب الأحمر المشوي بالنار، بشكل دائري واسع من الأسفل وضيق من الأعلى، يوضع مع التراب الأحمر المشوي شعر الماعز التي تمنع جدار التنور من التشقق.
عبد العظيم العبد الله