المشاورات السياسية تتواصل في بغداد لتشكيل حكومة جديدة
تحرّك واسع تشهده الساحة السياسية في العراق، على أمل التوصل لاتفاق بشأن قانوني الانتخابات والمفوضية واختيار رئيس وزراء جديد، خلفاً للرئيس المستقيل عادل عبد المهدي، التي باتت بعهدة الرئيس العراقي برهم صالح.
فقد أعلنت مصادر نيابية عن اتفاق مبدئي بين الكتل السياسية خلال اجتماعها فيما يتعلق بمشروعي الانتخابات والمفوضية، وبحسب المصادر فقد تمّ الاتفاق على اعتماد نظام القائمة الفردية، والمرشح الفائز مئة بالمئة في قانون الانتخابات الجديد، إضافة إلى حل المفوضية الحالية، والتأكيد على سرعة إنجاز التعديلات، وتلبية مطالب الشارع العراقي، مشيرة إلى أن اللجنة الدستورية ونقاشات البرلمان أكملت الكثير من فقرات قانوني الانتخابات والمفوضية اللذين شددت عليها مطالب المتظاهرين.
وتأتي المشاورات السياسية، فيما تتواصل الاحتجاجات في بعض المدن وسط جهود من قبل القوات الأمنية والوجهاء والعشائر لإعادة تنظيم صفوف المتظاهرين السلميين لإخراج وإبعاد المندسين والمخربين، حيث شهدت مدينة النجف هدوءاً حذراً بعد الاتفاق على نشر قوة محايدة في محيط مجمع شهيد المحراب، ومنع حمل السلاح في ساحة ثورة العشرين، يأتي ذلك غداة قطع القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى الساحة، وكشفت قيادة عمليات الفرات الأوسط عن التوصّل إلى اتفاق مبدئي مع شيوخ العشائر في النجف لنزع فتيل الأزمة بالمحافظة.
في غضون ذلك، قال شيوخ النجف: إنهم سيكونون الدرع الحصين للمتظاهرين السلميين حتى تحقيق المطالب المشروعة، وأكدوا عقب اجتماع لهم دعم القوات الأمنية لطرد المندسين من ساحات التظاهرات، وطالبوا بقانون منصف للانتخابات وبقوانين تضمن مكافحة الفساد.
وفي كربلاء، تصدّى الأهالي والقوات الأمنية لمجموعة مندسة حاولت مهاجمة مبنى مجلس المحافظة، أما في الناصرية مركز محافظة ذي قار التي شهدت فوضى وأعمال تخريب.
فقد تولت جماعات عشائرية مهمة مراقبة تجمعات التظاهر ومنع دخول المندسين إليها، فيما أعلن مصدر طبي إصابة أكثر من 20 متظاهراً بعد محاولتهم اقتحام مبنى الحكومة المحلية وسط المدينة.
من جهتها، حذّرت محافظة البصرة من دخول الغرباء إليها من المحافظات المجاورة، وأعلنت قيادة عمليات المحافظة المباشرة بمطاردة الوافدين إلى البصرة بهدف إثارة الفتنة، والتحريض ضد الآخرين، وتدمير البنى التحتية، مؤكداً أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة، والقيام بعمليات استباقية، وإلقاء القبض عليهم حفاظاً على أمن واستقرار المحافظة.
وفي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار بدأ الوجهاء والعشائر وقوات الأمن بمراقبة تجمعات التظاهر، وإعادة تنظيم صفوفِ المتظاهرين السلميين، وطرد المندسين، فيما أعلنتْ قيادة عملياتِ البصرة المباشرة بمطاردة الوافدين من خارج المدينة الساعين إلى التخريب وإثارة الفتنة.
في الأثناء، أعلنت كتلة سائرون تنازلها عن “حقها” في ترشيح رئيس الوزراء المقبل باعتبارها الكتلة الأكبر، وسلّمت الكتلة وثيقة لرئيس الجمهورية تبلغه بتنازلها عن استحقاقها الانتخابي “ككتلة أكبر”، يقع على عاتقها تشكيل الحكومة، بحسب الدستور، بعد استقالة رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن تنازله عن هذا الحق للمتظاهرين، لأن الشعب هو الكتلة الأكبر.
ميدانياً، صدّت قوات الحشد الشعبي هجوماً لتنظيم “داعش” الإرهابي استهدف قضاء الحضر جنوب الموصل، وذلك بعد يومين على هجوم داعش في ديالى، فيما اعتقلت القوات العراقية عنصرين اثنين من تنظيم “داعش” الإرهابي في الموصل مركز محافظة نينوى، وقالت الاستخبارات العسكرية في بيان: إن مفارزها في قيادة عمليات نينوى تمكنت وبالتعاون مع قوة من فوج حماية القيادة من إلقاء القبض على اثنين من الإرهابيين في منطقتي حمام العليل وناحية القيروان بالموصل.
يذكر أن هيئة الحشد الشعبي في العراق، قالت الاثنين: إن تنظيم “داعش” ينفّذ هجمات بعدد من المناطق العراقية الشمالية، مستغلاً الوضعين الأمني والسياسي الراهنين في البلاد.
كما أفادت خلية الإعلام الأمني العراقية: “وفقاً لمعلومات دقيقة، قوة من شرطة الحويجة بمحافظة كركوك تتمكن من إلقاء القبض على الإرهابي الملقّب باسم أبو خلدون داخل إحدى الشقق في منطقة واحد آذار”، وأضاف البيان: إن “أبو خلدون” كان يحمل هوية أحوال مزورة باسم شعلان عبيد، موضحاً أن المجرم سبق أن شغل “منصب نائب الإرهابي أبو بكر البغدادي”، كما ذكر أن “أبو خلدون” كان سابقاً يشغل منصب ما يسمى بالأمير العسكري لمحافظة صلاح الدين.