عشرات الجرحى في قمع الاحتلال مظاهرة في الخليل
بعد إعلانها مؤخراً عن مخططات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وخاصة القدس المحتلة والخليل، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه عشرات الشبان الفلسطينيين المشاركين في مظاهرة خرجت رفضاً للاستيطان في مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية، ما أدّى إلى إصابة أحدهم بجروح والعشرات بحالات اختناق.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مدن الخليل ورام الله ونابلس، واعتقلت 12 فلسطينياً، كما استولت سلطات الاحتلال على أربعة دونمات من أراضي الفلسطينيين في قرية الجبعة غرب مدينة بيت لحم بالضفة، لتوسيع عمليات الاستيطان في المنطقة.
وفي إطار مخططاتها التهويدية لتهجير الفلسطينيين، استولت سلطات الاحتلال الشهر الماضي على 2000 دونم مزروعة بأشجار الزيتون المثمر والمعمّر في مناطق الخور ووادي الخنزير والحيلة في قرية الجبعة بهدف إقامة وحدات استيطانية جديدة، وتوسيع جدار الفصل العنصري، متجاهلةً القرارات الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطالب بوقفه.
كما اقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن 50 مستوطناً اقتحموا المنطقة الأثرية بحماية قوات الاحتلال التي منعت الفلسطينيين من دخولها”.
وفي بيان حول الإجراءات الاستيطانية التوسعية لكيان الاحتلال، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، بتحمّل مسؤولياته، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف لوقف مخططات الاحتلال الاستعمارية التوسعية الرامية لضم الأغوار في الضفة الغربية إلى كيانه.
وأشارت الخارجية إلى زيادة تصريحات مسؤولي الاحتلال حول ضم الأغوار بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن المستوطنات، لافتةً إلى أن آخرها كان تأكيد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أول أمس، وجود محادثات مع الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص.
وشدّدت الخارجية على أن عدم معاقبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته يشجّعها على التمادي في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية ووأد أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي إطار حرب التهويد الشاملة التي تستهدف الأرض والوجود الفلسطيني بدعم أمريكي غير محدود، أعلن نتنياهو في أيلول الماضي عزمه ضم الأغوار في الضفة الغربية إلى كيانه الغاصب.
وفي تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن سلطات الاحتلال تواصل انتهاكاتها بحق المقدسات الفلسطينية وتغيير معالم مدينة القدس المحتلة، مشدّدةً على صمود الفلسطينيين في وجه مخططات الاحتلال التهويدية.
وقالت الوزارة في تقريرها لتشرين الثاني الماضي: “إن سلطات الاحتلال تواصل العمل على تغيير معالم مدينة القدس المحتلة فوق الأرض وتحتها في محاولة لإحكام السيطرة عليها وتزوير تاريخها وتراثها العربي الإسلامي وفصلها عن محيطها الفلسطيني”.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال ومستوطنيه اقتحموا المسجد الأقصى 23 مرة خلال الشهر الماضي، كما منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي أكثر من 51 وقتاً، وأغلقت مسجد الرصاصي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ولفت التقرير إلى اقتحام عشرات المستوطنين كنيسة المسكوبية في مدينة الخليل بحماية قوات الاحتلال ووضعهم حجراً منقوشاً وسط البلدة القديمة في المدينة في إطار محاولاتهم لتهويدها وتزوير التراث والحضارة الإسلامية فيها، إضافة إلى نصبهم خياماً في حديقة الحرم الإبراهيمي.
وذكر التقرير أن المستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة في القدس المحتلة وقبر يوسف في نابلس بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب أن سلطات الاحتلال تسرّع من وتيرة تنفيذ مخططاتها لتهويد مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، ولكن الفلسطينيين المرابطين فيه سيفشلون هذه المخططات، داعياً المجتمع الدولي إلى تعزيز صمود الفلسطينيين في معركة الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.