ترامب يغادر قمة “ناتو” بعد سخرية قادة الحلف منه
ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤتمره الصحفي، الذي كان مقرّراً أمس بعد اختتام قمة “ناتو” التي حضرها في العاصمة البريطانية لندن، وغادر مبكراً عائداً إلى واشنطن، بعد أن أظهر فيديو مسرّب حديثاً جانبياً دار بين قادة في الحلف، وهم يسخرون من المؤتمرات الصحفية المطوّلة التي عقدها ترامب أثناء القمة، حسبما أفادت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أمس، والتي أضافت: إن ردّ فعل ترامب كان غاضباً على ما يبدو من قادة العالم الذين يسخرون منه، حيث وصف جاستن ترودو بأنه “ذو وجهين”.
وأكدت وكالة “رويترز” البريطانية أن ترامب ألغى مؤتمره الصحفي في قمة “ناتو” التي تحتضنها لندن، فيما رصدت عدسات المصوّرين حديثاً جانبياً بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والكندي جاستن ترودو، خلال حفل أقيم أمس الأول، بقصر باكنغهام في لندن.
ووفق وسائل إعلام بريطانية، يبدو أن الزعماء الثلاثة كانوا يتحدّثون عن الرئيس الأمريكي “في غيابه”، وقالت الصحيفة: إنهم لم يذكروه بالاسم، لكنهم أشاروا إلى اللقاءات الصحفية المطوّلة التي عقدها طوال اليوم.
وظهر في الفيديو جونسون وترودو، وهما يتحدّثان مع ماكرون عن سبب تأخر الأخير عن حفل الاستقبال المنعقد بمناسبة الذكرى الـ70 لحلف الناتو، ليكملا حديثهما بمزاح عن المؤتمر المطوّل الذي عقده ماكرون مع ترامب، دون أي إشارة لاسمه.
وسأل بوريس جونسون، إيمانويل ماكرون: “ألهذا السبب تأخرت؟”، وقاطع جاستن ترودو الحوار قائلاً: “لقد تأخر لأن المؤتمر الصحفي في الأعلى استغرق 45 دقيقة”.
وأضاف رئيس الوزراء الكندي ممازحاً ماكرون: “من المؤكد أنك شاهدت تدلّي فكَّي فريقه إلى الأرض”.
ترامب الذي حضر قمة الأطلسي معتقداً أنها ستكون متنفّساً له من شبح العزل الذي يلاحقه، عاد إلى واشنطن ليجد تقريراً من ثلاثمئة صفحة أعدّه نواب ديمقراطيون لإتمام إجراءات عزله، حيث أكد النواب في تقريرهم أن ترامب التمس تدخّلاً من الخارج لتعزيز فرص إعادة انتخابه، وقوّض الأمن القومي، وأمر بحملة غير مسبوقة لعرقلة عمل الكونغرس، وهذا التقرير سيستخدمه الديمقراطيون كأساس لأي اتهامات رسمية مرتبطة بإجراءات مساءلة ترامب.
وذكرت رويترز أن الديمقراطيين الذين يمثّلون أغلبية في لجنة المخابرات بمجلس النواب وجّهوا في التقرير اتهامات لترامب بإساءة استخدام السلطة، قائلين: إنه استغل المساعدات العسكرية الأمريكية واحتمال القيام بزيارة رسمية في الضغط على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لفتح تحقيقات من شأنها أن تفيده سياسياً.
وإعلان التقرير على الملأ بمنزلة خطوة فاصلة في تحقيق مستمر منذ أسابيع فيما إذا كان ينبغي عزل ترامب من منصبه بسبب أسلوب تعامله مع أوكرانيا، وهو يلخص ساعات من الشهادات التي قيلت في جلسات مغلقة وجلسات الاستماع المصوّرة تلفزيونياً، والتي وصفها مسؤولون حكوميون سابقون بأنها مسعى امتد شهوراً لحمل أوكرانيا على فتح التحقيقات التي أرادها ترامب في تموز.
ويورد الديمقراطيون بالتفصيل في التقرير اتهامات بأن ترامب عرقل تحقيقهم بما في ذلك رفض تقديم وثائق وشهادة كبار مستشاريه، والقيام بمحاولات غير ناجحة لمنع مسؤولين حكوميين من الشهادة وترويع الشهود.
ويقول الديمقراطيون: إن “الضرر سيدوم طويلاً، وقد يتعذر إصلاحه إذا لم يتم تحجيم قدرة الرئيس على عرقلة عمل الكونغرس”، مضيفين: إن “أي رئيس قادم سيشعر بأنه يملك القوة لمقاومة فتح تحقيق في أي أخطاء أو مخالفات أو فساد قد يرتكبه، والنتيجة ستكون أمة تواجه خطراً أكبر بكثير من هذه الأشياء الثلاثة”.
ووافقت لجنة المخابرات على التقرير في تصويت أجري مساء أمس الأول بنتيجة 13 صوتاً بالموافقة مقابل اعتراض تسعة.
وأشارت الوكالة إلى أن إتمام التقرير يحيل الأمر إلى اللجنة القضائية بمجلس النواب التي سيكون من مهامها صياغة بنود فعلية للمساءلة إذا ما قرّر النواب المضي في الأمر قدماً.
ووصف آدم شيف رئيس لجنة المخابرات بالمجلس ترامب خلال مؤتمر صحفي بأنه “يظن نفسه فوق الاتهام والمساءلة وأي شكل من أشكال المحاسبة وفوق القانون”.
ويواجه ترامب تداعيات فضيحة تتعلق باتصاله بنظيره الأوكراني ومحاولته فتح تحقيق بشأن خصمه في الانتخابات الرئاسية القادمة جو بايدن، حيث بدأت مؤخراً جلسات الاستماع العلنية لبحث عزل الرئيس الأمريكي في مجلس النواب الأمريكي في إطار هذه القضية.