إصابة عشرات الطالبات في اعتداء على مجمع المدارس شرق القدس
في اعتداء إسرائيلي جديد، أصيبت عشرات الطالبات الفلسطينيات بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال على مجمع المدارس ببلدة عناتا شرق القدس المحتلة، وقالت مديرة مدرسة بنات عناتا الثانوية نجوى الرفاعي: “إن قوات الاحتلال حاصرت مجمع المدارس في البلدة، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه المدرسة، ما أدّى إلى إصابة عشرات الطالبات بحالات اختناق”.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات صوريف والظاهرية وبيت أمر في الخليل وبلدتي العيسوية وسلوان في القدس المحتلة بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 13 منهم.
في سياق متّصل، هدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل فلسطينية ومنشأة صناعية جنوب الخليل بالضفة، وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية راتب الجبور: “إن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الجرافات بلدتي مسافر يطا والظاهرية جنوب الخليل، وهدمت ثلاثة منازل فلسطينية ومنشأة صناعية”.
كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين منطقة أم العرايس شرق قرية يطا جنوب الخليل، واعتدت على المزارعين الفلسطينيين، ومنعتهم من دخول أراضيهم.
وفي إطار الحرب الاستيطانية، هدمت بلدية الاحتلال في القدس 165 منزلاً في مدينة القدس المحتلة منذ مطلع العام 2019، بذريعة البناء دون تراخيص، وقال الناطق باسم منظمة “بتسليم” الحقوقية كريم جبران: “إن بلدية الاحتلال صعّدت من سياسة هدم المنازل، كما تمتنع عن إقرار الخرائط الهيكلية للمقدسيين، إذ بلغ عدد المنازل التي هدمتها منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية تشرين الأول الماضي 165 منزلاً”، وأضاف: “إن بلدية الاحتلال تفرض غرامات كبيرة على أصحاب المنازل كتحمّل تكاليف الهدم، لذلك يلجأ عدد من المقدسيين إلى هدم منازلهم بأيديهم، فمن بين 165 حالة هدم لهذا العام، هناك 40 منها قام أصحاب المنزل بهدمها بأنفسهم تجنباً لتحمّل فاتورة تكاليف الهدم الكبيرة التي يفرضها الاحتلال”.
وأشار إلى أن الاحتلال ألغى جميع المخططات الهيكلية القديمة، واستولى على الكثير من الأراضي، كما أعلن معظم المساحات غير المبنية كمناطق خضراء، ومحميات طبيعية ومناطق أثرية، وغيرها من التسميات التي تبنّاها، وبموجبها حرم الكثير من الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي ظل تصاعد حرب الاستيطان والتهويد ومحاولات الاحتلال ضم أراض فلسطينية، وآخرها الأغوار في الضفة الغربية بهدف تهجير أهلها وإقامة مستوطنات عليها، يصرّ الفلسطينيون على التشبث بالأرض وبالحقوق ورفض مخططات الاحتلال.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أشارت في بيان لها إلى أن الاحتلال صعّد مؤخراً عمليات الاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، ولا سيما في منطقة الأغوار، لافتةً إلى أن الهدف من ذلك منع قيام دولة فلسطينية، بعد الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال وسياساته الاستعمارية، لكن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن أرضه والصمود عليها بمواجهة ممارسات الاحتلال.
من جهته، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب أن الاحتلال ينفّذ عمليات الاستيطان والضم على مرحلتين: الأولى توسيع المستوطنات، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحيطة بها، والثانية تهجير الفلسطينيين بالكامل من منطقة الأغوار، لكن صمود الفلسطينيين على أرضهم ومقاومتهم للاستيطان والتهويد سيفشل ذلك.
المختصّ بشؤون الاستيطان عارف دراغمة أشار إلى أن مئات المستوطنين يشنّون حرباً مسعورة على الفلسطينيين في منطقة الأغوار، حيث يستولون يومياً على أراضٍ جديدة، وهو تطور خطير يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم ضده، مبيّناً أن الاحتلال بدأ عمليات هدم وترحيل لعدد كبير من العائلات الفلسطينية في منطقة الأغوار بهدف تهجير الفلسطينيين من 23 تجمّعاً في المنطقة.
وعلى شاكلة منطقة الأغوار، تعاني مدينة الخليل عمليات استيطان وتهويد مكثّفة، حيث أعلن الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد وسط المدينة ومخطط تهويدي آخر يهدف لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي الشريف.
وتعليقاً على ذلك، أوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن الخطوة الأولى للاحتلال تتمثّل بإقامة عشرات الوحدات الاستيطانية في منطقة سوق الخضار الواقعة وسط الخليل، على أن تليها خطوات لاحقة تتمثّل بالاستيلاء على العقارات والمحال التجارية الفلسطينية الواقعة في شارع الشهداء، وتهجير الفلسطينيين منها، لافتاً إلى أن الاحتلال يسعى من خلال مخططاته إلى فصل وسط الخليل بالكامل عن محيطها، فيما لفت مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام إلى أن مخطط التهويد الجديد الذي يستهدف الحرم الإبراهيمي الشريف يهدف لتغيير ملامح الحرم ومحاولة طمس هويته الحضارية، وهذا يتعارض مع قرار اليونسكو القاضي بضرورة الحفاظ عليه باعتباره جزءاً من التراث الإنساني.