الجيش يثبّت نقاطاً جديدة في محيط محطة كهرباء مبروكة.. والحياة تعود تدريجياً إلى ناحية أبو راسين
وسعت وحدات الجيش العربي السوري عمليات انتشارها في مناطق الجزيرة السورية، وانتشرت في محيط محطة كهرباء مبروكة، وذلك في إطار مهامها الوطنية في حماية الأهالي.
هذا وبدأت مظاهر الحياة العامة تعود تدريجياً إلى ناحية أبو راسين والقرى التابعة لها في ريف الحسكة الشمالي، وعادت الحركة والنشاط التجاري إلى الأسواق، بالتزامن مع حالة الاستقرار التي أرساها وجود الجيش العربي السوري في المنطقة، فيما استشهد مدني وأصيب طفل جراء اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة بريف إدلب الجنوبي بالقذائف الصاروخية على قرية العزيزية ومدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي.
وتشكّل ناحية أبو راسين (15 كم عن الحدود السورية التركية) مثلث التقاء مدن ومناطق الدرباسية ورأس العين وتل تمر، وهي من أهم المناطق الزراعية ولها ثقلها في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية من قمح وقطن وشعير.
وتعرّضت ناحية أبو راسين لهجوم من قبل مرتزقة الاحتلال التركي ما أدى إلى تشريد المئات من أبنائها، وهم اليوم يعودون إلى منازلهم وقراهم القريبة بفضل حالة الأمن والاستقرار والطمأنينة وعدم الخوف من عودة المرتزقة بعد انتشار الجيش العربي السوري.
وفي التفاصيل، وسّعت وحدات الجيش انتشارها ضمن مناطق ريف الحسكة الشمالي، وانتشرت في نقاط جديدة بمحيط محطة كهرباء مبروكة.
وكانت وحدات الجيش خلال الأيام الماضية وسعت انتشارها على الطريق الدولية الحسكة-حلب، وثبّتت نقاطاً جديدة لها عند مفرق ليلان غرب تل تمر، ودخلت قرية السوسة الغربية وصوامع حبوب العالية بريف الحسكة الشمالي الغربي، وخلال الشهر الفائت ثبّتت وحدات الجيش نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كم، وذلك في إطار مهامها الوطنية لمواجهة العدوان التركي ومرتزقته وحماية الأهالي.
يأتي ذلك فيما تشير الاحصاءات الرسمية إلى تراجع مستمر لأعداد المواطنين المهجّرين من ريف المحافظة الشمالي نتيجة العدوان التركي مع كل تقدّم وانتشار جديد للجيش العربي السوري وعودة الأهالي إلى مناطق سكنهم تدريجياً لينخفض عدّد المهجرين من 196 ألفاً إلى 41 ألفاً، غالبيتهم من أهالي مدينة رأس العين وريفها القريب.
ويشير تركي الخيرو من أهالي ناحية أبو راسين إلى أن الحياة بدأت تعود من جديد إلى البلدة ويشهد مركزها حالياً عودة للنشاط التجاري من خلال استئناف الأسواق لممارسة نشاطها التجاري وتأمين متطلبات واحتياجات الأهالي، ويتابع: “إن غالبية أهالي الناحية هجّروا مع بداية العدوان التركي على الأراضي السورية ودخولهم إلى أجزاء من ناحية أبو راسين ولكن دخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة وتوسيع طوق الأمان والتحصينات التي أجراها كان له أثر واضح ومباشر في تشجيع الأهالي على العودة إلى منازلهم وقراهم والبدء بممارسة أعمالهم وأنشطتهم سواء التجارية او الزراعية”.
من جانبه لفت فواز العبد الله من أهالي البلدة إلى توافر كل السلع والمواد التموينية في الناحية، وأن الحياة عادت لطبيعتها، داعياً كل أهالي القرى القريبة الى العودة كون الحالة مستقرة، مضيفاً: “إن الجيش العربي السوري يشكّل حالة امن واستقرار وراحة للأهالي الذين بدؤوا يعيشون الحياة على طبيعتها ضمن الناحية ويتفرغون لأعمالهم”.
ويؤكّد أهالي ناحية أبو راسين أن تمركز وحدات الجيش العربي السوري في المنطقة كان العامل الأبرز والأهم لعودتهم إلى منازلهم وقراهم بأمان وطمأنينة، مشيرين إلى أن مناطق انتشار الجيش في المنطقة باتت ملجأ قريباً لأهالي القرى الذين لا تزال مناطقهم تحت سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية.
في الأثناء، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة آوكان باسطنبول أرول مترجملار أنه لا يمكن لتركيا أن تضمن أمنها ومصالحها في المنطقة دون الاتفاق والتعاون مع الدولة السورية، وقال: “بدون التنسيق والتعاون مع الدولة السورية لن تستطيع تركيا إيجاد حلول لمشاكلها الداخلية أيضاً هذا بالطبع إن كانت جادة في هذا الموضوع”. وشدد مترجملار على ضرورة ألا يتناسى رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن سورية دولة لها وحدتها واستقلالها وسيادتها، مشيراً كذلك إلى أن المصالحة معها تعد عنصراً أساسياً يساعد أنقرة في معالجة جميع مشاكلها في السياسة الخارجية وخاصة العلاقة مع دول الجوار ومنها إيران والعراق وروسيا ومصر.
ويشن النظام التركي عدواناً على عدد من مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة مثل السدود ومحطات الكهرباء والمياه.
بالتوازي، استشهد مدني وأصيب طفل جراء اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة بريف إدلب الجنوبي بالقذائف الصاروخية على قرية العزيزية ومدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي، وأفاد مراسل سانا في حماة بأن المجموعات الإرهابية استهدفت بعدة قذائف صاروخية منازل المواطنين في قرية العزيزية بالريف الشمالي ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة طفل بجروح ووقوع أضرار مادية ببعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة.
وذكر المراسل في وقت سابق أن عدداً من القذائف الصاروخية أطلقها إرهابيون من مناطق انتشارهم في ريف إدلب الجنوبي سقطت عند أطراف مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي ما تسبب بحدوث أضرار مادية دون وقوع إصابات بين الأهالي، ولفت إلى أن وحدات الجيش رصدت أماكن إطلاق القذائف وردت على الاعتداء برمايات من سلاح المدفعية وحققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين.
وتنتشر في إدلب وريفها مجموعات إرهابية يتبع معظمها لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي تعتدي على القرى الآمنة والنقاط العسكرية بريف حماة الشمالي العاملة على حمايتها.
يأتي ذلك فيما تلاحق فضيحة جديدة الإعلام الأمريكي المشارك في الحرب العدوانية ضد سورية، تمثّلت بإعلان الصحفي طارق حداد استقالته من مجلة نيوزويك الأمريكية بعد رفضها نشر تحقيقه الذي يوثق تفاصيل التلاعب والتزوير الذي تمّ عبر مسح منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية أجزاء مهمة من تقارير خبرائها الدوليين في سورية.
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت مؤخراً أن بريداً إلكترونياً مسرباً أوضح أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلاعبت بتقرير حول هجوم كيميائي مزعوم في دوما عام 2018 الأمر أكدته صحيفة أميركان هيرالد تريبيون الأمريكية، مشددة على أن هذا البريد يفضح الطبيعة المخادعة لتقرير المنظمة حول الهجوم المزعوم.
وأوضح الصحفي طارق حداد في تغريدة له على تويتر أنه استقال من منصبه في مجلة نيوزويك الأمريكية بسبب التحقيق الذي كتبه ورفض رؤساء التحرير نشره ويحوي تفاصيل غير ملائمة للحكومة الأمريكية متعلقة بتقرير مراقب الأسلحة الكيميائية عن الهجوم المزعوم عام 2018 في سورية، وأضاف: “لقد قدمت استقالتي البارحة من نيوزويك بعد أن رفضت محاولاتي لنشر أخبار جديرة بالاهتمام حول تقرير المنظمة الذي تم تسريبه دون سبب وجيه”، وتابع: “لقد جمعت أدلة على كيفية قيامهم بوضع القصة إضافة إلى أدلة من قضية أخرى تمت فيها إزالة معلومات غير ملائمة للحكومة الأمريكية رغم أنها كانت صحيحة في الواقع”، لافتاً إلى أنه يخطط لنشر هذه التفاصيل بالكامل بعد فترة وجيزة، وأردف: “ومع ذلك بعد أن طلبت من رؤساء التحرير أن يعلقوا على تحقيقي كما هي الممارسة الصحفية تلقيت رسالة بريد إلكتروني تذكرني ببنود السرية في عقدي.. بمعنى أنني تعرضت للتهديد بإجراء قانوني”.
وأضاف حداد: “أسعى للحصول على مشورة قانونية بشأن كيفية المتابعة وما إذا كان يحق لي الحصول على نوع من الحماية بسبب السلوك الاحتيالي المحتمل.. وعلى الأقل سأنشر الأدلة التي لدي دون الكشف عن المعلومات السرية”.
واستقالة الصحفي حداد هذه تأتي بعد أن قامت مجلة نيوزويك الأمريكية بفصل صحفية من عملها وتدعى جيسيكا كوونغ بعد كتابتها تقريراً انتقدت فيه تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته.