كاميل كلوديل على محرك غوغل
بين الفترة والأخرى يقوم محرك البحث المشهور غوغل بتغيير شعاره إما لمناسبة معينة أو لتكريم شخص معين، والبارحة قدم شخصية استثنائية ومعاناة فريدة من نوعها عاشتها هذه الإنسانة، النحاتة “كاميل كلوديل” (1864 – 1943) ولدت لعائلة بورجوازية متدينة، امتلكت شغف كبير بالفن والنحت، بفترة كان فيها المجتمع لا يتقبل المرأة فنانة مختلفة.
امتلكت قدرة فريدة استطاعت من خلالها أن تجعل أقسى الصخور لينة بين يديها لتنحتها كيف ما أرادت، التحقت بمعهد الفنون بفرنسا لتصقل موهبتها إلا أن تلك الموهبة أعاقها الحب، جمالها وشغفها بالفن، وبصمتها الذاتية في أعمالها، عوامل سرعت في أن تتحول علاقتها مع أستاذها النحات المشهور “أوغست رودان” إلى علاقة حب، فأصبحت معاونته بكل أعماله وحبيبته، إلا أن تلك العلاقة المضطربة غير المتوازنة، جعلتها تتأرجح معه بين الحب والكراهية، الأمل واليأس، فأصبحت أسيرةً له.
“يعذبني دائمًا شيءٌ غائب” هي العبارة النحتية الخالدة للنحاتة الفرنسية الشهيرة كاميل كلوديل التي نُحتت على واجهات أحد فنادق ستراسبورغ والتي وصفت الحالة الدراماتيكية التي عاشتها الفنانة الشابة والتي تحمل صورة للفقدان والضياع والألم والانكسارات الجمة، التي غلفت المشهد الخارجي لتفاصيل حياتها، نتيجة للعلاقة الجنونية الغرامية لمعلمها النحات رودان الذي كان يكبرها بأربع وعشرين عاماً والذي كان أيضاً عاشقاً لها، إلا أنه رفض التخلي عن رفيقته وزوجته غير الشرعية روز بورييه التي تقاربه في العمر، لإخلاصها له ووقوفها إلى جانبه دوماً، الأمر الذي أودى بعقل كاميل وأودعها المصح العقلي مدة ثلاثين عاماً، حيث استعر قلبها بنيران الحب والغيرة القاتلة التي أصابتها بنوبات عصابية، أدت إلى تحطيم كل ما كانت تحاول نحته؛ ظناً منها أن رودان سيسرق منحوتاتها كما سرق قلبها، لذلك كانت تصرخ من بين جدران غرفتها في المصح مناجية أخاها الشاعر والكاتب المسرحي الشهير بول كلوديل لإخراجها، كي لا تموت هي وأعمالها هناك، حيث اكتفى هو في المقابل بكتابة الرسائل وزيارات قليلة لها طوال فترة بقائها فيه. كتبت له تقول:أرتعب من فكرة أني لن أحصد يوماً ثمرة جهودي، وأني سأموت هكذا في العتمة الكاملة.
عُلا أحمد