الحلول بإنشاء المراكز المتخصصة ومشافي المحافظات حجم الازدحام والضغط في “الأطفال الجامعي” يفوق قدرة الاستيعاب بأضعاف
دمشق – كنانة علي
لا يحتاج الحديث عن الضغط الكبير الذي يتعرض له مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق من قبل المراجعين لأدلة إثبات، فكل الصور والمشاهد التي تبدو حول المشفى وعلى بوابته وفي أروقته، تظهر حجم الازدحام الذي يعد أكبر بكثير من قدرة المستشفى على الاستيعاب؛ مما يعكس – وفق الدكتور رستم مكية مدير المشفى – أهمية إنشاء مراكز متخصصة ومشافي أطفال في بقية المحافظات وفي مدينة دمشق أيضاً.
ومع عدم كفاية كادر المشفى التمريضي بعدد يناسب خدمة المرضى، وعدم توسيع ملاك المستشفى منذ سنوات على الرغم من التوسع الكبير في أقسام وشعب المشفى، إضافة إلى عدم وجود حوافز كافية ومناسبة للكادر الطبي والإداري، يفرد الدكتور مكية في حديثه للبعث حيزاً لطبيعة العمل المتدنية جداً، وخاصة لممرضات الأطفال، حيث لا تتجاوز طبيعة العمل 4,5%، علماً أنها تصل في بعض الاختصاصات كالتخدير والكادر التمريضي في مستشفى البيروني ومختصي المعالجة الفيزيائية إلى أكثر من 70%.
ورغم ذلك يؤكد مدير المستشفى أن هناك حرية بالتعاقد مع الأطباء، ويتم طلب التعاقد بشكل متكرر من خلال المسابقات، لكن طبيعة الاختصاصات النوعية التي تحتاجها المستشفى غير متوفرة بسبب عدم وجود اختصاصات مثل ( أشعة – تخدير – عناية – إسعاف _ استقلاب – صدرية – غدد )، أما تعيين الكادر التمريضي، فيتم من خلال فرز الممرضات من مدرسة التمريض حسب الشواغر المتوفرة، علماً أن العدد المطلوب من التمريض أكبر بكثير من الشواغر المتوفرة في ملاك المستشفى، وهناك دراسة ومشروع لتوسيع ملاك المستشفى مرسل إلى وزارة التعليم العالي.
في مضمار الكلام “ذي الشجون” يتناول الدكتور مكيه أهم الصعوبات والمنغصات التي تعترض سير العمل من تأمين الأدوية والمواد والمستحضرات الطبية، وخاصة بعد القرارات التي صدرت بربط تأمين هذه المواد عن طريق وزارة الصحة؛ مما أدى لفقدان وعدم توفر العديد منها.موضحاً أن الكادر الطبي في المستشفى يتكون من 54 طبيباً مابين عضو هيئة تدريسية وطبيب مشرف، و240 طبيباً من طلاب الدراسات العليا من كافة السنوات من الأولى حتى الخامسة، أما الكادر التمريضي فيتألف من 465 ممرضة مقسمات على أربع مناوبات دوام، ويشمل الدوام الصباحي العدد الأكبر بسبب الضغط الكبير.
واعتبر مدير المشفى أن عدد الأطباء قليل بالمقارنة مع عدد المرضى المقبولين في المستشفى والأطفال المراجعين لشعبة الإسعاف والعيادات، حيث يوجد تفاوت كبير بين عدد المرضى وعدد الأطباء، إذ يوجد في الشعب الطبية حوالي 410 مرضى، ويقوم بتقديم الخدمات العلاجية 120 طبيباً من طلاب الدراسات العليا، أي بمعدل 5 أطفال لكل طبيب مقيم، أما في قسم الإسعاف فيكون عدد المراجعين حوالي 117 مريضاً موزعين على 8 أطباء، أي بمعدل 15 مريضاً لكل طبيب، وفي قسم العيادات يكون متوسط المرضى 163 مريضاً موزعين على 8 أطباء، أي بمعدل 20 مريضاً لكل طبيب.
ويردف بأن هناك تفاوتاً كبيراً بين عدد الممرضات وعدد الأطفال المرضى وتقوم الممرضة الواحدة بتقديم الخدمات العلاجية والتمريضية وتغذية المريض، مع ما يتطلبه هذا من صعوبة بالتعامل مع الطفل خاصة فيما يتعلق بفتح الأوردة الذي يتطلب خبرة ووقتاً كبيراً لعدد يتراوح من 8 – 14 مريضاً في الشعب الطبية و( 23- 39 ) مريضاً في قسم الإسعاف و(8- 14 ) مريضاً في قسم الإقامة المؤقتة.
ويعزو مكيه سبب التأخير في تنفيذ مشروع كتلة المرآب لتأخر الدراسة والمخططات الإنشائية والمعمارية الخاصة بالمشروع من قبل مكتب ممارسة المهنة في جامعة دمشق لاسيما أن مشاريع كهذه تصب في خدمة مستشفى أكاديمي تعليمي على مستوى رائد في الأداء الطبي، ويقدم الدعم النفسي والمعنوي والطبي للمرضى من خلال الكادر الطبي والاختصاصيين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع، في وقت تقوم جمعية بسمة بتقديم الدعم لمرضى الأورام السرطانية، كما يتم التنسيق الداعم ما بين المؤسسات والجمعيات الخيرية وإدارة المستشفى لتقديم الدعم النفسي للمرضى.
ويستقبل مشفى الأطفال كافة الحالات المرضية من الذكور حتى عمر 13 سنة والإناث حتى عمر 14 سنة، وهناك متابعة يومية لجميع الأطفال المرضى المقبولين في الشعب الطبية والأطفال المرضى المراجعين لشعبة الإسعاف والعيادات وبكافة الاختصاصات، كما يتم متابعة القبولات في الشعبة الجراحية والتأكيد على تقديم الخدمة العلاجية وإجراء العمل الجراحي في الموعد المحدد لجميع المرضى الموضوعين على قائمة العمليات، وتتم متابعة حديثي الولادة في شعبة الخدج وحديثي الولادة وتقديم كافة الخدمات العلاجية عند توفر الشاغر بعد إجراء التدابير الإسعافية في قسم إسعاف الحواضن.
وبالنسبة للأطفال مرضى الدم والأورام “يقول مكيه” تتم متابعتهم من خلال عيادة متابعة أمراض الدم والأورام يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع، ويتم تنظيم قبول المريض لمتابعة الخطة العلاجية اللازمة، مع أفضلية القبول للحالات الإسعافية، أما شعبة الأمراض العامة وشعبة الأمراض الانتانية، فتقبل المرضى في حال توفر الشاغر المناسب، وفي حال عدم توفر الشاغر يتم قبول الأطفال المرضى في قسم الإقامة المؤقتة مع تقديم جميع التدابير والإجراءات الطبية الإسعافية والضرورية اللازمة، ومتابعة الخطة العلاجية في الشعبة لكافة الأطفال المقبولين.