دراساتصحيفة البعث

“الفيسبوك” منصة للتحريض

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن الغارديان 6/12/2019
استهدف اليمين المتطرف من خلال حملة دولية واسعة النطاق، عبر صفحات الفيسبوك عضوتي الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، ورشيدة طليب لإثارة الإسلاموفوبيا- مقابل تحقيق “فيسبوك” للأرباح- وفقاً لما توصل إليه تحقيق أجرته صحيفة الغارديان.
وقد أشار التحقيق إلى استخدام مجموعة إسرائيلية غامضة شبكات مؤلفة من 21 صفحة على فيسبوك لنشر ما يزيد على ألف نشرة إخبارية مزيفة ومنسقة أسبوعياً تصل لأكثر من مليون متابع.
تستهدف هذه النشرات، إلهان عمر ورشيدة طليب، اللتين أصبحتا في وقت سابق من هذا العام أول مسلمتين في الكونغرس الأمريكي، بهجمات شرسة. وكانت عمر ذات الأصول الصومالية الأكثر استهدافاً، إذ ورد ذكرها في أكثر من 1400 مشاركة منذ بثّ الشبكة قبل عامين، كما ورد ذكر طليب ما يقرب من 1200 مرة.
وكشفت صحيفة الغارديان عن وجود اتصالات بين مجموعة من الحسابات الغامضة التي تتخذ من “إسرائيل” مقراً لها، و21 صفحة على الفيسبوك تابعة لليمين المتطرف في الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة وكندا والنمسا وإسرائيل.
وتهدف هذه العملية المعقدة إلى تكريس “الإسلاموفوبيا”، وتشويه سمعة السياسيين المسلمين واليساريين من خلال صفحات اليمين المتطرف.
وقد تمكنت “الغارديان” من خلال متابعة هذه الحسابات من معرفة شخصية رئيسية في الشبكة يُدعى “أرييل الكاراس” الذي يعيش في ضواحي تل أبيب. وقد تم إزالة الكثير من المنشورات بعد اتصال الغارديان بالكاراس للتعليق.
وأكد مدير الأبحاث في مؤسسة البحوث والدعوة الوطنية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “عباس بارزيغار” أن نشر معلومات مضلّلة وتقارير مزيفة عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي السابقة على الشبكات ومواقع الأخبار الزائفة كان التكتيك المفضّل لصناعة الاسلاموفوبيا منذ وقت طويل، إذ تقوم هذه الجهات الفاعلة بإنشاء وسائل إعلامية تجمع بين المعلومات والنظام الإيكولوجي لتوجيه الأفكار والخطوات الخطيرة داخل الجمهور في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر هذا التضليل على مناخنا السياسي والقوانين والسياسات الفعلية والثقافة العامة.
تعرّضت عمر، لمئات من التهديدات بالقتل عبر الإنترنت. وفي أيلول الماضي، اتهمت ترامب بتعريض حياتها للخطر بعد إعادته نشر منشور كاذب حول مشاركتها في ذكرى هجمات 11 أيلول.
وقالت عمر لصحيفة الغارديان: كما يوضح هذا التقرير، فإن التدخل الأجنبي – سواء من جانب الأفراد أو الحكومات- لا يزال يمثّل تهديداً خطيراً لديمقراطيتنا. هذه جهات فاعلة خبيثة تعمل في دولة أجنبية، إسرائيل، تنشر المعلومات المزيفة وخطاب الكراهية للتأثير على الانتخابات في الولايات المتحدة. وهدف حملات الكراهية المعادية للمسلمين واضحة، فهي تعرّض حياة المسلمين هنا وفي جميع أنحاء العالم للخطر وتقوّض التزام بلدنا بالتعددية الدينية.
وأضافت: “لقد قلت ذلك من قبل وسأقولها مرة أخرى: الرضا عن “الفيسبوك” يمثل تهديداً لديمقراطيتنا. أصبح من الواضح أنهم يتجاهلون عمداً إلى أي درجة يساعدون في إنشاء منصّة مفعمة بالكراهية والتضليل الخطير في هذا البلد وحول العالم. وهناك سبب واضح لذلك: إنهم يستفيدون منه. أعتقد أن تقاعسهم يمثل تهديداً خطيراً لحياة الناس وديمقراطيتنا والديمقراطية في جميع أنحاء العالم”.
“عندما لا تتخذ الشركات الخاصة الإجراء المناسب، فإننا نحتاج كأمة إلى التفكير بجدية في طرق معالجة انتشار المعلومات الخاطئة مع حماية القيم الأساسية مثل حرية التعبير”.
يوجّه هذا التحقيق ضربة قوية لشركة “فيسبوك” التي تقول إنها تحارب الصفحات التي تحضّ على الكراهية والعنصرية، وقد قامت شركة فيسبوك بإزالة عدد من الصفحات والحسابات بعد اتصال الغارديان بها للتعليق.