اليوم انطلاق “أستانا 14”: وفاء الأطراف بالتزاماتها على جدول الأعمال
استشهد مدنيان، وأصيب اثنان آخران بجروح نتيجة اعتداء مجموعات إرهابية بالقذائف الصاروخية على قرية منيان بريف حلب الغربي، فيما اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين بالقذائف على تل الورد وقرية الربيعات في ناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمالي.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية الكازاخستانية، أمس، أن جميع الأطراف في عملية أستانا حول سورية ستشارك في الجولة الرابعة عشرة من المحادثات المقررة اليوم وغداً في العاصمة الكازاخية نور سلطان، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن جدول أعمال الجولة الرابعة عشرة من المحادثات سيناقش ما يحدث على أرض الواقع، ووفاء الأطراف بالتزاماتها.
وفي التفاصيل، ذكر مصدر في قيادة شرطة حلب أن المجموعات الإرهابية المنتشرة بالريف الغربي استهدفت بالقذائف الصاروخية قرية منيان، ما تسبّب باستشهاد مدنيين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة، ولفت إلى أنه تم نقل المصابين إلى مشفى الجامعة لتلقي الإسعافات الطبية والعلاج اللازم.
وردّت وحدات الجيش العربي السوري العاملة على المحور الغربي من ريف حلب على الفور بالأسلحة المناسبة على مصادر إطلاق القذائف، وحققت إصابات مباشرة بين صفوف الإرهابيين.
وتنتشر في الريف الغربي والجنوبي الغربي لمحافظة حلب مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة، وتعتدي على الأحياء السكنية في المدينة والقرى والبلدات الآمنة المجاورة، ما يؤدي إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى بين المدنيين.
كما واصلت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية عدوانها على القرى في عدد من مناطق ريف الحسكة الشمالي ما تسبب بدمار عدد من المنازل وتضرر منشآت وبنى تحتية.
وذكر مراسل سانا أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية اعتدت بعدد من القذائف المدفعية والصاروخية على المنازل السكنية في تل الورد وقرية الربيعات في ناحية أبو راسين بالريف الشمالي لمحافظة الحسكة ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في المنازل وممتلكات المواطنين.
وفي سياق متصل لفت المراسل إلى أن رتل آليات عسكرية يضم 8 مدرعات و22 بيك آب مزوداً بسلاح الدوشكا عائدة للاحتلال التركي دخل عبر قرية السكرية الحدودية متجها نحو الجنوب إلى قرى الداوودية وتل محمد وباب الفرج القريبة من قرية أم عشبة التابعة لناحية أبوراسين بريف الحسكة الشمالي.
يأتي ذلك فيما اعتقلت الشرطة البريطانية زوجين لتورطهما بارتكاب جرائم إرهابية، بينها تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية، وقالت شرطة “ويست ميدلاندز” في بيان: “إن التهم الموجهة للزوجين اللذين ألقي القبض عليهما في دوفر بمدينة كنت لم تكن مرتبطة بهجوم لندن الإرهابي الشهر الماضي”، لافتة إلى أنه تم اعتقالهما للاشتباه في استعدادهما لارتكاب جرائم إرهابية وتمويل ودعم جماعات إرهابية، وأشار البيان إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب في ويست ميدلاندز هي التي نفّذت عملية اعتقال الزوجين، وتولى محققوها إجراء التحقيق معهما بشأن تمويل الجماعات الإرهابية.
وتشهد الدول الغربية عموماً والأوروبية خصوصاً حالة من الاستنفار الأمني في ظل تزايد المخاوف من ارتداد خطر الإرهاب الذي دعمته على مدى السنوات الماضية في سورية إليها، فيما اعتبرت وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” في حزيران الماضي أن تهديد تنظيم “داعش” الإرهابي لأوروبا لا يزال قائماً.
سياسياً، أعلن آيبك سمادياروف المتحدّث باسم الخارجية الكازاخية، في مؤتمر صحفي، “إن وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية غير بيدرسون سيشارك بصفة مراقب في الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانا”، مضيفاً: “إن جميع الأطراف في عملية أستانا أكدت مشاركتها، وبدأت بالفعل بالوصول إلى عاصمة كازاخستان.
وأشار سمادياروف إلى أن وفود الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” ستشارك في المحادثات، فضلاً عن وفد الحكومة السورية وممثلي “المعارضة”.
وذكر سمادياروف أن الوفد الروسي سيرأسه مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، بينما سيرأس الوفد الإيراني المساعد الأول لوزير خارجية البلاد للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري.
وعشية انطلاق أعمال المحادثات يعتزم ممثلو البلدان الضامنة إجراء مشاورات ثنائية وثلاثية على مستوى الخبراء.. ومن المقرّر عقد جلسة عامة بمشاركة جميع الأطراف غداً الأربعاء.
وكان سمادياروف أعلن في الـ 25 من الشهر الماضي أن جدول أعمال الجولة القادمة من محادثات أستانا سيتضمن تعزيز العملية السياسية مع الأخذ بالاعتبار إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور، إضافة إلى الوضع في الجزيرة السورية ومحافظة إدلب.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017، وعقدت ثلاثة عشر اجتماعاً، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
وفي السياق نفسه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف: “إن أجندة اجتماع أستانا حول سورية تتضمن نظرة عامة على ما يحدث على الأرض، لأن هناك مشاركين تقليديين يتمثّل بوفد الحكومة السورية ووفد المعارضة يناقشون ما يحدث على أرض الواقع، وكيف يتم الوفاء بالالتزامات بما في ذلك بموجب المذكرة الروسية التركية وبالطبع كل القضايا الأخرى”.