بعد هجوم فلوريدا.. تصاعد الدعوات لتعليق تدريب عسكريي النظام السعودي
تتصاعد الانتقادات لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى من داخل أعضاء حزبه الجمهوري الذي يستند إليه في صراعه مع الديمقراطيين في مجلس النواب، حيث طالب السيناتور الأمريكي عن الحزب الجمهوري ليندسي غراهام بتعليق برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة، على خلفية الهجوم الذي ارتكبه ضابط في سلاح الجو التابع للنظام السعودي في قاعدة عسكرية أمريكية بولاية فلوريدا يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
فقد درست اللجنة القضائية في الكونغرس الأميركي الأدلة المقدّمة من المحققين لإدانة ترامب، فيما يستعد نواب ديمقراطيون إلى التحرّك باتجاه توجيه اتهامات رسمية للرئيس في غضون أيام، في وقت نقلت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية عن غراهام، الذي يعتبر عادة من المدافعين عن سياسات ترامب، قوله: إنه “غير راضٍ عن وعود البيت الأبيض بمراجعة برنامج تدريب العسكريين السعوديين”.
وطالب بتعليق هذا البرنامج الذي سمح باستقدام أشخاص كمرتكب الهجوم على قاعدة بنساكولا البحرية حتى الانتهاء من التحقيقات.
ولم يكن غراهام السيناتور الوحيد الذي انتقد برنامج التدريب الخاص بجنود النظام السعودي، فقد أكد العضو الجمهوري في مجلس النواب مات غيتز ضرورة أن ترفض الولايات المتحدة قبول مزيد من الطلبة الذين يرسلهم النظام السعودي حتى الانتهاء من التحقيقات في الهجوم.
ويواجه ترامب ضغوطاً لإعادة النظر في النهج الذي تتبعه إدارته مع النظام السعودي بعد الهجوم، بينما انتقدت الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأمريكية جو بايدن سياسة وعلاقات ترامب مع السعودية، داعية إلى إعادة تقييم العلاقات بين الجانبين.
من جهته، أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة (إف بي آي) إلى أنه “يضع في الاعتبار فرضية الدافع الإرهابي في واقعة إطلاق النار في القاعدة العسكرية في فلوريدا”، مؤكداً أن “المسؤولين الأميركيين يواصلون العمل من أجل كشف الدافع وراء الهجوم”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أفادت نقلاً عن شخص مطلع على التحقيقات الأولية في حادث إطلاق النار داخل القاعدة العسكرية الأميركية في فلوريدا، باعتقال 6 سعوديين لاستجوابهم بالقرب من موقع إطلاق النار، من بينهم 3 شوهدوا وهم يصوّرون الحادث، وقال المصدر للصحيفة: إنه من غير المعروف ما إذا كان الستة متدرّبين في القاعدة، وما إذا كان أولئك الذين يصوّرون الحادث مرتبطين بمنفذ الهجوم المسلّح.
وفي شأن آخر، وضمن حملته الإعلامية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له لانتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2020، أعلن المرشح الديمقراطي “المحتمل” جو بايدن، أن أفراد أسرته لن يشاركوا في أي أعمال خارج البلاد في حال فوزه ووصوله إلى البيت الأبيض، معتبراً أن “أنشطة أبناء الرئيس ترامب في الخارج هي المشكلة”.
وقالت “فرانس برس”: إن بايدن، وهو نائب الرئيس السابق، “دافع عن عمل ابنه هانتر في مجلس إدارة إحدى شركات الغاز الأوكرانية، التي أصبحت محور اهتمام الجمهوريين بعد المضي في إجراءات عزل ترامب”.
وقال بايدن في مقابلة مع برنامج “آكسيوس أون أتش بي أو”: “لن يشاركوا في أي عمل تجاري خارجي بسبب ما حدث في هذه الإدارة. لن يسعى أحد للحصول على براءات اختراع. لن يشارك أحد في هذا النوع من الأعمال، إذا كنت تريد التحدّث عن المشكلات، فلنتحدث عن عائلة ترامب”.
وفي ظل إدارة ترامب حصلت ابنة الرئيس إيفانكا، التي تعمل كمستشارة في البيت الأبيض، على موافقات مبدئية لخمس علامات تجارية في الصين، قبل أن تغلق شركتها الخاصة بالأزياء.
ودافع بايدن عن عمل ابنه في شركة “بوريسا” الأوكرانية، على الرغم من أن هانتر لم يواجه شخصياً أي اتهامات بارتكاب مخالفات، وأشار إلى أنه لم يكن يعرف ما هي مسؤوليات ابنه في الشركة.
ولدى سؤاله عما إذا كان يريد معرفة المزيد أجاب بايدن “لا، لأنني أثق بابني”، وأضاف: “تعلم أنه لا يوجد دليل واحد، ولا حتى دليل صغير جداً، للقول بأن هناك مخالفة في أي شيء تم القيام به. أنت تعرف ذلك”.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بربط المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالطلب من كييف فتح تحقيق بمزاعم فساد مع عائلة بايدن.