“في زحمة المنافسة”
مع اقتراب موعد انتخابات اتحاد كرة القدم، تشتعل المنافسة بين المرشّحين على مقعد الرئاسة، وعلى عضوية الاتحاد، وفيما يرى البعض أهمية إجراء هذه الانتخابات، وإتاحة الفرصة أمام أسماء ووجوه جديدة من الكفاءات والخبرات الشابة للنهوض بالواقع الكروي، يؤكد البعض الآخر أنها كغيرها من الدورات الانتخابية السابقة لن تنجح في إحداث أي فارق إيجابي في الحالة الكروية ما دامت العقلية التي تدار بها اللعبة، كرة القدم، هي ذاتها، ما يعني أن إجراء هذه الانتخابات على أهميتها لن تحقق آمال وطموحات الشارع الكروي في إحداث تغيير ملموس وحقيقي في المضمون، وليس في الشكل وحسب.
وبعيداً عن الغوص في الأسباب والمسببات التي أدت إلى فشل كرتنا، نجد أن زحمة المنافسة على الترشّح للفوز برئاسة وعضوية اتحاد الكرة حالة صحية وإيجابية، وهي فرصة قد لا تتكرر في الوقت القريب، ومن المفيد الاستفادة منها من خلال كسر القاعدة الانتخابية السابقة، وإحداث التغيير المطلوب، وبما يسهم في دفع مسيرة كرة القدم محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهو الخيار الوحيد الذي يجب أن يتبناه أعضاء المؤتمر الانتخابي بتغليب المصلحة العامة، واختيار الأكفأ والأجدر لقيادة كرة القدم السورية بعيداً عن الوعود، والمحسوبيات، والعلاقات والمنافع الشخصية الضيقة، وانتخاب توليفة جديدة منسجمة ومتناغمة تملك الكفاءة والخبرة، وتكون قادرة على تحقيق ما عجز عنه رؤساء وأعضاء الاتحادات السابقين.
وهنا من المهم تذكير ممثّلي محافظة حلب إلى المؤتمر بضرورة حسم خياراتهم، وتحديد هوية مرشّحهم إلى اتحاد الكرة، تجنباً من الوقوع في مطب الانتخابات السابقة التي خسرت فيها حلب فرصة التمثيل في مجلس اتحاد الكرة نتيجة غياب التنسيق، وعدم الاتفاق على مرشّح وحيد يمثّل حلب، ما أدى إلى تشتيت الأصوات، وبالتالي خرجت حلب خالية الوفاض، ومن المولد بلا حمص، فهل تستفيد كرة حلب من أخطائها وتستعيد مقعدها وتمثيلها في اتحاد الكرة؟.
معن الغادري