لوكسمبورغ تتحرّك رسمياً لحث أوروبا على الاعتراف بدولة فلسطين إضراب شامل في الخليل.. والاحتلال يقمع مظاهرة في باب الزاوية
عمّ إضراب شامل مدينة الخليل بالضفة الغربية، أمس، تنديداً بالهجمة الاستيطانية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة وبلدتها القديمة، وقالت حركة فتح: إن الإضراب الشامل تأكيد على استمرار النضال لمواجهة ووقف كافة إجراءات وممارسات الاحتلال التهويدية في الخليل وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووفاء لدماء الشهداء وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير فوق أرضه التاريخية.
وأكدت فتح أن استهداف الخليل، واستباحة الحرم الإبراهيمي الشريف، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في المدينة، وعمليات المداهمة في كل المناطق يدل على أن هناك نية لتصعيد الاستيطان في الخليل وتهويد البلدة القديمة في إطار مخطط تنفذه سلطات الاحتلال.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مظاهرة في باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين في المظاهرة المنددة بإعلان الاحتلال عزمه إقامة حي استيطاني جديد وسط مدينة الخليل، وأطلقت قنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق.
يأتي ذلك فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل ورام الله وطولكرم، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 10 منهم، في وقت أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن المعتقلين القاصرين في معتقل “الدامون” يعانون من أوضاع صعبة في ظل تزايد حجم الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم.
ونقلت محامية هيئة الأسرى، عقب زيارتها للمعتقل، إن شهادات موثّقة تؤكّد أن أسرى قاصرين تعرّضوا للتنكيل بهم خلال عمليات الاعتقال والتحقيق والتوقيف، وأيضاً خلال احتجازهم في السّجون ونقلهم إلى المحاكم، وأكد عدد من الأسرى أن أبرز الانتهاكات بحق الأسرى القاصرين في “الدامون” هي عملية نقلهم من المعتقل إلى المحاكم عبر عربة “البوسطة”، والتي تستغرق ثلاثة أيام، وخلال تلك الرحلة يتعرّض الأسرى لاعتداء السجناء الجنائيين الإسرائيليين عليهم بالضرب وسرقة مقتنياتهم، بالإضافة إلى اعتداء قوات القمع “النحشون”.
وروى الأسيران نور عجلوني (16 عاماً)، وأحمد خليفة (16 عاماً)، من القدس، أنهما تعرضا لاعتداء قوات المستعربين عليهما خلال عملية اعتقالهما من الشارع في مخيّم شعفاط، إذ قامت بتثبيتهما أرضاً، وتقييد أياديهما، والانهيال عليهما بالضرب المبرح بالأيدي والأسلحة، وجرهما إلى المركبة، وأشارا إلى أنهما قبعا في مركز تحقيق وتوقيف “المسكوبية” لمدة (36) يوماً، وفيه تعرّضا أيضاً للتعذيب والعزل، بالإضافة إلى تعرضهما للتعذيب على أيدي قوات “النحشون” خلال نقلهما إلى المحاكم، وتسبّبت إحدى الاعتداءات بإصابة الأسير خليفة بجرح عميق في رأسه.
يُشار إلى أن 47 قاصراً يقبعون في معتقل “الدامون”، غالبيتهم من مدينة القدس، فيما يقبع في سجون الاحتلال نحو 200 قاصر.
بالتوازي، هاجم المستوطنون القدس، وأعطبوا إطارات أكثر من 40 سيارة في أكثر من شارع، كما كتبوا شعارات عنصرية على جدران المنازل في المدينة، منها: “العرب أعداء”، وأفادت وكالة “معا” بأن عصابة “تدفيع الثمن” هاجمت حي شعفاط شمال مدينة القدس، وكتبت شعارات عنصرية، وخربت إطارات عشرات السيارات.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استمرار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت حماية قوات الاحتلال، والتي كان آخرها في بلدة شعفاط، جريمة وإرهاب منظّم، وأوضحت في بيان أن اقتحام المستوطنين بلدة شعفاط في القدس المحتلة وإعطاب إطارات عشرات المركبات الفلسطينية يأتي ضمن جرائم الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وضمن مخطط استعماري توسعي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، وحذّرت من استمرار انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه في المدن الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمقدسيين بشكل خاص.
دولياً، ورداً على “شرعنة” واشنطن للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، دعا وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بفلسطين كدولة، وقال، في رسالة وجهها إلى نظرائه الأوروبيين ومفوض السياسة الخارجية الجديد في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “إن الوقت حان لإطلاق مشاورات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن إمكانية اعتراف جميع أعضائه بفلسطين”، مؤكداً أن هذه الخطوة “لن تكون معروفاً أو شيكاً على بياض، بل إنها ستكون مجرد الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته”.
ومن المتوقّع أن تناقش هذه الخطوة خلال الاجتماع المقبل لمجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في كانون الثاني المقبل، فيما أشارت تقارير نشرتها وسائل إعلام تابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي إلى أن الأخير بدأ جهوداً دبلوماسية بغية الحيلولة دون اتخاذ هذه الخطوة.
وكان اسلبورن دعا الشهر الماضي إلى اعتراف أوروبا بفلسطين كدولة بعد إدانة دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء هنغاريا، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي، التي جدّد فيها انحياز الولايات المتحدة السافر لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بإعلانه أن الإدارة الأميركية لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية متعارضة مع القانون الدولي، متجاهلاً بذلك كل القرارات الدولية.
يذكر أنه تعترف أكثر من 135 دولة في العالم بفلسطين كدولة، بما فيها روسيا والصين وعدد من بلدان شرق أوروبا والدول العربية والإسلامية.